يرأس رئيس حركة حماس في قطاع غزة، خليل الحيّة، الوفد المفاوض الذي يصل القاهرة مساء اليوم، الأحد، في أول تحرك له واثبات انه حي يرزق بعد نجاته من محاولة اغتيال إسرائيلية استهدفت وفد الحركة في الدوحة، في التاسع من أيلول/ سبتمبر الماضي.وأفادت مصادر قيادية في الحركة تحدثت لصحيفة "العربي الجديد" بأن الحيّة يترأس وفدًا موسعًا يحمل تفويضًا سياسيًا وتنظيميًا مزدوجًا، موضحة أن الوفد سينقسم إلى فريقين: أحدهما سينخرط في المفاوضات بشأن تبادل الأسرى ووقف الحرب.ويتولى الفريق الآخر عقد اجتماعات فلسطينية داخلية تهدف إلى إنهاء الانقسام وتوحيد الموقف الوطني. وأشارت المصادر إلى أن المفاوضات الأولية ستتناول ملفات تبادل الأسرى والضمانات الأمنية وآليات تنفيذ أي اتفاق.وشددت على أن الوفد سيطلب من الوسطاء وقفًا فوريًا لإطلاق النار بالتزامن مع بدء المحادثات. كما شدّدت المصادر على تمسك الحركة برفض أي صيغة لإدارة دولية للقطاع، مؤكدة أن الدعم العربي ما زال قائمًا لقرار سابق يقضي بتشكيل لجنة فلسطينية – عربية لإسناد إدارة غزة، حظيت بتأييد الجامعة العربية.في المقابل، أوضح مصدر مصري رفيع أن جهاز المخابرات العامة المصري، المسؤول عن ملف التفاوض، فرض إجراءات أمنية استثنائية على تحركات وفد حماس ومقار إقامته في القاهرة، مشيرًا إلى أن السلطات المصرية قررت للمرة الأولى اعتماد حراسات مشددة واستخدام أنظمة تشويش إلكتروني في محيط اجتماعات الوفد المفاوض.وفي أول ظهور له بعد محاولة اغتياله في الدوحة، قال الحيّة في مقطع مصوّر بثّه التلفزيون العربي مساء أمس، السبت، إنّ "القتل والدمار في غزة أنسياني ألم فراق أبنائي"، مضيفًا: "لا أُفرّق بين أبنائي وبين أي طفل فلسطيني يقتله الاحتلال".وكانت إسرائيل قد شنّت في 9 أيلول/ سبتمبر غارة استهدفت وفد قيادة حماس في العاصمة القطرية، وأدت إلى استشهاد مدير مكتب الحيّة جهاد لبد ونجله همام وثلاثة من مرافقيه، فيما نجا الحيّة وعدد من القادة.وتأتي زيارة وفد حماس إلى القاهرة بالتزامن مع إعلان مصر استضافة وفدين من إسرائيل وحماس الاثنين المقبل، في إطار جهودها المستمرة لإنهاء الحرب الإسرائيلية على القطاع بالتنسيق مع الوسطاء الإقليميين والدوليين.وقالت وزارة الخارجية المصرية إن اللقاءات تهدف إلى وقف الحرب المستمرة منذ عامين وتخفيف معاناة الفلسطينيين، مشيرة إلى أن المباحثات تستند إلى خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء القتال وتبادل الأسرى.من جانبه، قال نتنياهو إنّه أوعز إلى طاقم التفاوض الإسرائيلي بالتوجه إلى القاهرة لإجراء مفاوضات تستمر أيامًا، في حين أعلنت حماس تسليم ردّها للوسطاء على خطة ترامب، مؤكدة موافقتها على الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء والأموات.أما الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فقد دعا الحركة إلى التعجيل في تنفيذ خطته، محذرًا عبر منصته "تروث سوشال": "لن أتهاون مع أي تأخير أو نتيجة تُبقي غزة تهديدًا قائمًا. فلنُنجز هذا الأمر بسرعة".وفي السياق نفسه، ذكرت هيئة البث العام الإسرائيلية أن محادثات التفاوض المقررة في مصر ستبدأ غدًا الإثنين من دون مشاركة المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، ومستشار ترامب وصهره، جاريد كوشنر، وكذلك من دون الوزير الإسرائيلي، رون ديرمر.ونقلت القناة عن مصادر مطلعة على تفاصيل الملف أن الشخصيات الثلاث ستنضم إلى المفاوضات لاحقًا "وفقًا لتطورات المحادثات"، ما يعني أن المفاوضات بين إسرائيل وحركة حماس لا تزال في مراحلها الأولى ولم تُفضِ بعد إلى تفاهمات تمهّد للوصول إلى اتفاق نهائي.!!