logo
بيروت..لبنان : المناضل جورج عبد الله في بيروت بعد 41 عاماً في السجون الفرنسية!!
25.07.2025

بعد نحو 41 عاماً من الاعتقال في السجون الفرنسية، وصل المناضل اللبناني جورج عبد الله (74 عاماً) اليوم الجمعة إلى بيروت وسط استقبال حاشد له في المطار، علماً أن موعد الإفراج عنه تبدّل بعدما كان مقرّراً غداً السبت، في خطوة تهدف بحسب أهله وأصدقائه إلى تعطيل الاحتفال. وقالت المتحدثة باسم الحملة الوطنية لتحرير عبد الله، المحامية فداء عبد الفتاح، إن "هناك تواصل واسع معنا للمشاركة في هذا اليوم، لأن قضية جورج فيها إجماع وطني"، لافتة إلى أن "وضعه الصحي بخير".وقال عبد الله لدى وصوله إلى مطار بيروت: "نحن نصمد بمقدر ما نرى صمود، المناضل داخل الأسر يصمد بقدر ما رفاقه بالخارج يحتلون الموقع الأساسي بالمواجهة، انتصرت بمواجهة العدو والاستمرار بمواجهته حتى دحره"، مشدداً على أن "إسرائيل تعيش آخر الفصول من وجودها ولا فصل آخر لها". وأضاف: "خرجت من السجن بفعل تحرك الناس ولا عدالة معلقة على السماء بل موازين قوى، عندما يصبح الأسير داخل السجن يكلف أكثر من خارجه، وذلك بسبب الحركة النضالية التي أفرجت عنه".وشدد عبد الله على أن المقاومة يجب أن تستمر وتتصاعد، وقال: "أطفال فلسطين يموتون جوعاً وهذا معيب للتاريخ وبحق الجماهير العربية قبل الأنظمة"، مشيراً إلى أن "المسألة تتوقف على جماهير مصر بالتحديد أكثر من أي طرف". وقال: "ننحني أمام شهداء المقاومة وهم القاعدة الأساسية للتحرر، وأنا مقتنع بأن المقاومة مستمرة في هذه الأرض ولا يمكن اقتلاعها طالما هناك مقاومة فهناك عودة إلى الوطن لي ولكل الأسرى".ويُعد جورج عبد الله من أقدم السجناء في فرنسا، حيث اعتقل فيها عام 1984، وحُكم عليه بالسجن المؤبد عام 1987، بتهمة الضلوع في اغتيال الدبلوماسيين الأميركي تشارلز روبرت داي والإسرائيلي ياكوف برسيمانتوف عام 1982، إضافة إلى محاولة اغتيال القنصل الأميركي روبرت أوم في ستراسبورغ عام 1984.وأشارت عبد الفتاح في حديث لـ"العربي الجديد" إلى مخاوف من عملية اغتيال قد تطاول عبد الله. وقالت "هو مستهدف من قبل إسرائيل، من هنا نطالب الدولة اللبنانية بحمايته كمواطن لبناني"، مضيفة "لا يمكننا نحن اتخاذ تدابير أمنية لحمايته، فجورج لا ينتمي إلى أي حزب أو فصيل، بل إلى عائلة بسيطة ومتواضعة وله رفاق يحبونه".واعتبرت عبد الفتاح أنّ "قرار الإفراج عن عبد الله ارتبط بالضغط المتواصل من جانب رفاقه والمتابعة والملاحقة وتوجيه الاتهام للسلطة القضائية الفرنسية، إلى جانب أسباب خارجية، بحيث إن التغيير في القضية بدأ في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، مع تبدّل الرأي العام العالمي". وأضافت "أصبحت صور عبد الله تُرفع في المسيرات والتظاهرات الداعمة لفلسطين، ما أدى إلى تنامي الحركة التي تطالب بإطلاق سراحه، سواء من داخل أو خارج فرنسا، باعتبار أن قضيته مرتبطة بشكل مباشر ووثيق بالقضية الفلسطينية وهو دائماً ما أكد هذا الارتباط".وأشارت عبد الفتاح إلى أن "عبد الله لم ينسَ يوماً القضية الفلسطينية، وكل ما يتصل بها، وكنا عندما نتّصل به يسألنا فوراً عن المخيمات والأسرى وكل ما له علاقة بهذه القضية، فهو يناضل وناضل لهذه القضية المركزية وستبقى قضيته"، مشددة على أن "ملف عبد الله لم يكن يوماً قضائياً بل كانت القضية سياسية منذ البداية، بحيث تم تركيب ملفات له وتلفيقها، وهو ما أُثبت على مر السنين وباعتراف من رئيس جهاز الاستخبارات الفرنسي قبل أن يتقاعد، واصفاً ما حصل بوصمة عار على القضاء الفرنسي والحكومة الفرنسية".وأضافت "رغم استيفائه منذ عام 1999 متطلبات إطلاق السراح المشروط تبعاً للقانون الفرنسي، لكن هذا أيضاً عُرقل، ودائماً ما كانت اللجنة المؤلفة من قضاة وأمنيين ونفسيين، تسأله عن علاقته بفلسطين وماذا يفعل في حال خروجه وبلاده محتلة، وماذا تمثل القضية الفلسطينية له، وكانت النتيجة بأنه غير جاهز عقلياً ونفسياً لإطلاق السراح، كل ذلك لأنه مؤمن بالقضية الفلسطينية".والخميس الماضي، أمر القضاء الفرنسي بالإفراج عن جورج عبد الله في 25 يوليو/تموز الحالي، وأصدرت محكمة الاستئناف قرارها في جلسة غير علنية في قصر العدل في باريس، في غياب جورج عبد الله المسجون في لانميزان في مقاطعة أوت-بيرينه. ورغم استيفائه منذ عام 1999 متطلبات إطلاق السراح المشروط تبعاً للقانون الفرنسي، بيد أنه رُفض الإفراج عنه. كما رُفض إطلاق سراحه مرات عدّة، علماً أن القضاء الفرنسي سبق أن وافق في أكثر من مرة على الإفراج عنه بشرط ترحيله إلى لبنان، منها أواخر عام 2024، لكن القرارات كانت تُستأنف، ما دفع السلطات اللبنانية إلى اعتباره سجينا سياسيا.وعُرف عبد الله بجملته "أنا مقاتل ولست مجرماً" التي ردّدها أثناء محاكمته في فرنسا، في وقتٍ لم يقرّ بتورطه في عمليتي الاغتيال، اللتين صنفهما في خانة أعمال المقاومة ضد القمع الإسرائيلي والأميركي إبان الحرب الأهلية في لبنان (1990 – 1975)، والغزو الإسرائيلي لجنوب لبنان عام 1978.ولد عبدالله في 2 إبريل/نيسان 1951، في قرية القبيات، شمالي لبنان، لعائلة مسيحية مارونية، وكان معروفاً حركياً باسم "عبد القادر سعدي"، وقد بدأ الانخراط في العمل السياسي في سنّ الخامسة عشرة، وعُرف بتأييده ونضاله الكبير من أجل القضية الفلسطينية وانخراطه في الحركات القومية العربية المؤيدة لفلسطين.
*المصدر : العربي الجديد


www.deyaralnagab.com