logo
نيويورك.. الامم المتحدة : غوتيريش في افتتاح الدورة الثمانين للجمعية العامة: لا شيء يبرر التدمير الممنهج لغزة!!
23.09.2025

انطلقت في مقر الأمم المتحدة، الثلاثاء، أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة بمشاركة 150 رئيس دولة وحكومة، ويستمر الجزء رفيع المستوى من المناقشات العامة حتى يوم الإثنين القادم.وقد افتتحت رئيسة الجمعية العامة، أنالينا بيربوك، الدورة التي تعقد تحت شعار “معاً أفضل”، وأعطت الكلمة الأولى للأمين العام أنطونيو غوتيريش.استعرض غوتيريش، في كلمة مطولة إنجازات وإخفاقات المنظمة على مدى ثمانية عقود، واصفاً أسباب إنشائها: “قبل ثمنين عاما، في عالم أحرقته الحرب، اتخذ القادة خيار التعاون بدل الفوضى، والقانون بدل غياب القوانين، والسلام بدل الصراع”.وأضاف أن هذا الخيار أدى إلى ولادة الأمم المتحدة، ليس كحلم بالكمال، بل كاستراتيجية عملية لبقاء البشرية. وشدد على أن المؤسسين شهدوا جحيم معسكرات الموت ورعب الحرب، وأدركوا أن القيادة الحقيقية تعني إنشاء نظام يمنع تكرار تلك الأهوال، كجدار حماية ضد لهيب الصراع والحرب العالمية الثالثة، ومنتدى للدول ذات السيادة للسعي إلى الحوار والتعاون، مؤكداً: “نحن جميعاً في هذا معا”.وأثنى غوتيريش على دور الجمعية العامة كـ”بوصلة دولية أخلاقية وحارسة للقانون الدولي”، متسائلاً: “أي عالم نريد أن نبني معاً بعد ثماني سنوات؟” وأضاف: “لقد دخلنا عصرا من الاضطراب المتهور والمعاناة الإنسانية التي لا هوادة فيها. ركائز السلام والتقدم تتداعى تحت وطأة الإفلات من العقاب، وعدم المساواة، واللامبالاة”.دعا غوتيريش إلى اختيار السلام المتجذر في القانون الدولي، مؤكداً أن السلام هو التزام أول للأمم المتحدة. وقال: “الميثاق ليس اختياريا، وعندما يتصدع الأساس، يتصدع كل ما بُني عليه. الإفلات من العقاب هو أساس الفوضى وقد ولّد بعضاً من أبشع الصراعات في عصرنا”.واستشهد الأمين العام بالصراعات الراهنة، مشيراً إلى السودان: “يُذبح المدنيون ويُجوعون ويُكممون، وتواجه النساء والفتيات عنفا لا يُوصف. لا يوجد حل عسكري، وعلينا وضع حد للدعم الخارجي الذي يؤجج سفك الدماء وحماية المدنيين”.عن غزة، أشاد الأمين العام بالجهود الدبلوماسية الأخيرة، مؤكداً ضرورة وقف إطلاق نار كامل وسلام عادل ودائم وفق ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي. وقال: “الأهوال في غزة تقترب من عامها الثالث المروع، وهي نتيجة قرارات تتحدى أبسط مبادئ الإنسانية. حجم الموت والدمار يتجاوز أي صراع آخر شهدته خلال سنوات عملي”.وأشار إلى تدابير محكمة العدل الدولية، داعياً إلى تنفيذها بشكل كامل وفوري، وقال: “لا شيء يبرر هجمات حماس الإرهابية في 7 أكتوبر واحتجاز الرهائن، وكلاهما أدنتهما مرارا وتكرارا. لا شيء يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني والتدمير الممنهج لغزة”.ودعا غوتيريش إلى حل الدولتين، وإيقاف التوسع الاستيطاني والعنف، وحث مجلس الأمن على تحمل مسؤولياته بأن يكون أكثر تمثيلاً وشفافية وفعالية.وأكد الأمين العام أن الأمن الحقيقي ينبع من العدالة ورفع صوت الحق، وأن حقوق الإنسان ليست مجرد زينة للسلام، بل أساسه، مشدداً على الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية والمدنية باعتبارها عالمية وغير قابلة للتجزئة.بدورها، قالت بيربوك إن الأزمة العالمية ليست فشلاً للمنظمة بل نتيجة إخفاق الدول الأعضاء في الالتزام بمبادئ الميثاق، مؤكدة: “الميثاق لا يفشل، والأمم المتحدة لا تفشل، بل إنه لا يكون أقوى من استعداد الدول الأعضاء للتمسك به ومحاسبة من ينتهكه”.وأضافت أن دور الأمم المتحدة حاسم في مجالات التعليم والصحة والغذاء، موضحةً أهمية اليونيسف وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الصحة العالمية، وشددت على ضرورة العمل المشترك لمواجهة الأزمات العالمية، ودعت إلى تسريع إصلاحات المنظمة.أكد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا أن ما يجري في غزة “لا يمكن تبريره من أي زاوية”، وأن لا شيء يبرر الإبادة المستمرة للمدنيين الفلسطينيين. وأشار إلى استخدام الجوع سلاحاً للحرب واستمرار التهجير القسري دون محاسبة، معرباً عن إعجابه باليهود داخل إسرائيل وخارجها الذين يعارضون العقاب الجماعي.وحذر لولا من اتساع رقعة الصراع إلى دول الجوار، وانتقد الفجوة بين الدول الغنية والنامية في مواجهة تغيّر المناخ، مؤكداً أن العدالة المناخية حق وعدالة تاريخية، وأعلن التزام بلاده بخفض الانبعاثات بنسبة 67%، داعياً المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته.!!


www.deyaralnagab.com