غزة: يمسك الفلسطيني غازي أبو سلعة جثمان ابنة أخيه الطفلة نور ذات الأعوام العشرة، في ثلاجة الموتى بمستشفى شهداء الأقصى في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، بعدما خذلتها الأغذية والأدوية التي غابت عن قطاع يعاني من مجاعة خانقة جراء الحصار الإسرائيلي.وتحول جسد نور النحيل إلى ما يشبه الهيكل العظمي، تبرز فيه العظام تحت الجلد الشاحب، بعد أن كانت تملأ المنزل ضحكا وحياة.وفارقت نور الحياة بصمت موجع، بعد معاناة مع سوء التغذية الحاد وانعدام الرعاية الطبية، في مشهد يعكس المأساة الإنسانية المتفاقمة في غزة، حيث تحول الحصار الإسرائيلي إلى حكم بالإعدام البطيء، خاصة بحق الأطفال والمرضى.وداخل المستشفى، وثقت عدسة الأناضول مشهدا مؤلما للطفلة نور، وقد غطي الشحوب وجهها، وبدت عظام جسدها النحيل بارزة في مشهد يختصر ملامح المجاعة التي تفتك بأطفال غزة.وحسب آخر حصيلة لوزارة الصحة في غزة، الأحد، ارتفع عدد الوفيات الناجمة عن المجاعة وسوء التغذية منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، إلى 133 فلسطينيا، بينهم 87 طفلا.أبو سلعة العم، يقول وهو يحمل جثمان الطفلة: “توفيت نور بسبب الجوع والحصار، طفلة مثل الوردة، أصبحت هيكلا عظميا لأنها لم تجد الطعام ولا الشراب”.وأضاف: “أولاد غزة كيف صار حالهم؟ لا دواء، لا غذاء، ومن يخرج لاستلام المساعدات قد لا يعود حيا”.وأشار إلى أن نور كانت تعتمد في طعامها على الوجبات التي تقدمها التكايا الخيرية، لكنها توقفت بعد أن نفدت المواد الغذائية.وتابع أبو سلعة: “نعيش في مجاعة حقيقية، لا طعام ولا ماء، لا أدوية ولا رعاية، آلاف الأطفال يواجهون المصير ذاته الذي واجهته نور”.ووجه رسالة عتب للعالم قائلا: “طفلة مسلمة تُترك لتجوع حتى الموت، لو كانت في دولة أجنبية لتحركت الدنيا لأجلها، لكننا في غزة لا نجد سوى الخذلان من العالم والعرب”.ويعيش قطاع غزة واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في تاريخه، حيث تتداخل المجاعة القاسية مع حرب إبادة جماعية تشنها إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.ومع الإغلاق الكامل للمعابر ومنع دخول الغذاء والدواء منذ 2 مارس/ آذار الماضي، تفشت المجاعة في أنحاء القطاع، وظهرت أعراض سوء التغذية الحاد على الأطفال والمرضى.يأتي ذلك في وقت تشن فيه إسرائيل بدعم أمريكي حرب إبادة جماعية في غزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 204 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.!!