logo
أمهات باكستانيات يطبخن الحلول لمكافحة سوء تغذية الأطفال!!
بقلم : الديار ... 11.09.2025

إسلام أباد - أمام أمهات يحملن أطفالهنّ الجائعين، تحضّر أسما مهروس السميد بالحليب، فمن خلال وصفاتها المحلية وميسورة التكلفة، تحاول هذه المرأة الباكستانية مكافحة سوء التغذية الذي يطال طفلا من بين كل طفلين تقريبا في المناطق الريفية الجنوبية.في ذلك اليوم، كانت هذه العاملة في المجال الاجتماعي البالغة 37 عاما، تقترح طبقين من السميد: طبقا مقليا يناسب ذوي الدخل المنخفض، وسميدا مع بيضة أو حليب، وهما عنصران متوفران بسهولة في القرى ومغذّيان جدا.وتقول “لا يتخطى سعر علبة السميد 50 روبية (16 سنتا من الدولار)، وإذا استخدمت ملعقة أو ملعقتين كبيرتين يوميا في وصفاتك، تكفي العبوة بسهولة لأسبوع كامل”.
مع أنّ السند، وهي مقاطعة ساحلية يبلغ عدد سكانها 55 مليون نسمة، تضم كراتشي التي تُعدّ القلب الاقتصادي للبلاد، تعاني قرى بأكملها فيها من سوء التغذية.في هذه المناطق الريفية التي لا يزال منع الحمل من المواضيع المحظورة فيها، وحيث تمثّل الأسر الكبيرة النمط السائد، استفادت 3500 أمّ من دروس في الطبخ نظّمتها اليونيسف.في باكستان، يتناول 38 في المئة من الأطفال نوعين أو أقل فقط من الفئات الغذائية الثماني التي توصي بها اليونيسفبعد عام على تلقي الدروس، غيّرت شهناز (25 عاما) النظام الغذائي لأولادها الستة بشكل جذري.تقول جالسة على حصيرة ملوّنة قرب موقد “هنا تعلمتُ تحضير الكيشدي، وهو طبق من العدس والأرز، وأطباق السميد المهروس والحلويات المصنوعة من السميد”، مضيفة “في السابق، كنتُ أُطعم أطفالي البطاطا لأنها كانت متوافرة دائما في المنزل”.
وتضيف “لقد تحسّنت صحة أولادي، وأُبلِغتُ حديثا بأن ابنتي لم تعد تعاني من سوء التغذية”.
تأمل كلثوم (23 عاما) في إنقاذ أولادها الخمسة الذين وُلدوا جميعا قبل أوانهم.
وتقول المرأة التي تُعرّف نفسها باسم واحد فقط، “مثل معظم النساء في منطقتها، توفي أحد أطفالي، وابنتي الصغيرة ضعيفة جدا، لذا نصحوني بأخذ هذه الدروس”.
في سوجاول، تقول أمهات كثيرات إنهنّ يُعطين أطفالهنّ، الذين يبلغون أحيانا بضعة أسابيع فقط، الفطائر المقلية كوجبات.
ونتيجة لذلك، يعاني 48 في المئة من الأطفال دون الخامسة في السند من سوء التغذية، و20 في المئة من الهزال، وهو الشكل الأكثر فتكا من سوء التغذية، بحسب أحدث مسح وطني أُجري عام 2018.
في الكثير من الأحيان، يصاب الأطفال الأكثر عرضة لنقص مياه الشرب النظيفة وسوء النظافة، بمرض الضنك أو الملاريا، ويعانون من القيء والإسهال وصعوبات في التبول، بالإضافة إلى انتفاخ غير طبيعي في البطن.
في المناطق الريفية من إقليم السند، لا يتناول الأطفال عادة أطعمة صلبة عند بلوغهم ستة أشهر، ومن يبدؤون بتناولها غالبا ما يحصلون على بقايا وجبات أهلهم المليئة بالتوابل غير المناسبة لمعدة الصغار.
في باكستان، يتناول 38 في المئة من الأطفال نوعين أو أقل فقط من الفئات الغذائية الثماني التي توصي بها اليونيسف: البيض، واللحوم، والأسماك، ومنتجات الألبان والأجبان.
ومع ذلك، توجد بدائل غير مكلفة. فبينما تُعدّ الأسماك، ولحم البقر، والديك الرومي مرتفعة الأسعار ولا تُستخدم إلا في المناسبات الخاصة، تشكل أعضاء الدجاج الداخلية، والعظام المسلوقة، والبقوليات مصادر جيدة للبروتين.
أما بالنسبة إلى الفاكهة والخضر النادرة، فإذا قُليت، كما هي الحال عادة، تخسر عناصرها الغذائية.
كانت بختاوار كريم تبحث عن نصائح مماثلة بعد أن خسرت طفلها الذي كان مصابا بفقر الدم.
على غرار 72 في المئة من أطفال سوجاول، تعاني ابنتها التي تبلغ عاما واحدا من خمول شديد وتأخر في النمو، مما يعرضها لخطر التأخر المعرفي، بحسب اليونيسف.
لكن حلقة سوء التغذية المفرغة تبدأ لدى الأمهات.
يقول الخبير في التغذية مظهر إقبال “مع الزواج المبكر والحمل المتكرر، تُصاب أكثر من 45 في المئة من النساء في السند بفقر الدم”.ويضيف “إنّ ذلك يزيد من خطر إنجاب أطفال منخفضي الوزن عند الولادة، وهم أكثر عرضة للإصابة بسوء التغذية”.
في سوجاول حيث لا يجيد القراءة والكتابة سوى ربع السكان، تحرم الأفكار المسبقة النساء أيضا من العناصر الغذائية الحيوية.يتعيّن على فرح ناز، رئيسة الفرع الباكستاني للتحالف العالمي لتحسين التغذية، أن تكرر دائما أنّ البيض أو المكسرات لا تجعل المرأة تنزف أكثر خلال فترة الحيض، وبالتالي لا ينبغي منعها.وتقول فرح ناز “في معظم العائلات، تحضّر الفتيات والنساء الطعام لأحبائهنّ، ولا يتمكنّ من تناول إلا البقايا”.
وتضيف “عندما تنفد الأطعمة، تُخفّض حصصهنّ الغذائية أولا”.وتوضح “يحدث ذلك رغم تحمّل النساء أصعب الأعمال الجسدية في الحقول”.


www.deyaralnagab.com