
وكالات: واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب مجازر وحشية في قطاع غزة، لا سيما في المدينة التي توغلت الدبابات في بعض أحيائها. وأودت العمليات الإسرائيلية أمس الخميس بحياة أكثر من 44 فلسطينيا جُلهم من المدنيين.ويرتكب هذا الجيش إبادة جماعية مستمرة بحق الشعب الفلسطيني في غزة، أودت بحياة أكثر من 65 ألف فلسطيني حتى الآن غالبيتهم من الأطفال والنساء والمُسنين.وأعلن جيش الاحتلال مقتل 4 ضباط أحدهم برتبة رائد و3 برتبة ملازم خلال معارك في جنوب القطاع، فضلا عن إصابة 3 جنود.وتوعدت قيادة “كتائب الشهيد عز الدين القسام”، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، في بيان، “قيادة العدو العسكرية والسياسية” بأن غزة “لن تكون لقمةً سائغةً لجيشكم الرعديد، ونحن لا نخشاكم وجاهزون لإرسال أرواح جنودكم إلى جهنم، وأن غزة ستكون مقبرةً لجنودكم”.وقال بيان “القسام” مخاطبا قيادة الاحتلال “إن أسراكم موزعون داخل أحياء مدينة غزة، ولن نكون حريصين على حياتهم طالما أن نتنياهو قرر قتلهم، وإن بدء هذه العملية الإجرامية وتوسيعها يعني أنكم لن تحصلوا على أي أسيرٍ لا حيٍ ولا ميتٍ، وسيكون مصيرهم جميعاً كمصير (رون أراد)”.وسجّلت وزارة الصحة في قطاع غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية 4 حالات وفاة جديدة نتيجة المجاعة وسوء التغذية بينهم طفل، ليرتفع إجمالي وفيات سوء التغذية إلى 435 شهيدا، من بينهم 147 طفلا.وقال سكان إن الدبابات الإسرائيلية شُوهدت في منطقتين في مدينة غزة تُعدّان بوابتين إلى وسط المدينة، وفي الوقت نفسه انقطعت خطوط الإنترنت والهاتف في أنحاء قطاع غزة في إشارة إلى تصعيد محتمل للعمليات البرية في وقت قريب.ويعيش سكان مدينة غزة أوضاعا صعبة للغاية.ويقول سامي بركات من حي الرمال لـ«القدس العربي»، إنه متردد في مغادرة المدينة، والمخاطرة بالسير في طرق قد تكون مصائد، أو البقاء تحت نيران القصف.ومع ساعات الفجر الأولى دفعت قوات الاحتلال بموجة جديدة من الآليات العسكرية نحو قلب مدينة غزة عبر ثلاثة محاور رئيسية. المحور الأول جاء من الشمال عبر شارع صلاح الدين الممتد نحو حي الزيتون، حيث شوهدت عشرات الدبابات ترافقها جرافات عسكرية وهي تشق الطرقات المهدمة وتفتح مسالك جديدة وسط الأحياء السكنية. أما المحور الثاني، فانطلق من الغرب عبر شارع الرشيد الساحلي، حيث تقدمت القوات صوب منطقة الميناء والكرمل لتطويق الأحياء الساحلية المكتظة بالنازحين. فيما تمثل المحور الثالث بالتوغل من الشرق عبر حي الشجاعية نحو مفترق الصناعة، في محاولة للالتقاء مع القوات المتقدمة من الداخل وإطباق الحصار على وسط المدينة.وتؤكد مصادر أن “المدينة تعيش كارثة إنسانية غير مسبوقة”. وفي مستشفى الشفاء، المشفى الوحيد الذي يعمل في مدينة غزة، يتحدث المدير الدكتور محمد أبو سلمية، عن مشاهد مؤلمة يعيشها الطاقم الطبي. يقول لـ”القدس العربي”: “لم نعد نُفرّق بين يوم وليلة. الحالات تتدفق بلا توقف، وغالبية الإصابات خطيرة. نحن نعمل بأدوات محدودة، وبعض العمليات تُجرى في طرقات المستشفى”.سياسيا، وحتى وقت كتابة هذا التقرير، كان مجلس الأمن الدولي يعتزم التصويت مجددا الخميس على مشروع قرار يدعو إلى وقف إطلاق النار في غزة وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر والمدمّر، في اقتراح تؤيّده غالبية الدول الأعضاء التي تحاول التحرّك في مواجهة الحرب المستمرّة منذ 23 شهرا، رغم الفيتو الأمريكي المتكرّر.وطالبت النسخة الأولى من النص بإزالة فورية لجميع العوائق أمام إدخال المساعدات. ولكن مصادر دبلوماسية أفادت بأنّ فرنسا والمملكة المتحدة أظهرتا تشكيكا في جدوى قرار إنساني بحت صادر عن هيئة مصمَّمة للحفاظ على السلام والأمن العالميين، وهو ما يمكن للولايات المتحدة عرقلته في كل الأحوال.!!
