
سلفيت : تواصلت هجمات المستوطنين في الضفة الغربية، حيث استهدفت مجموعات من قاطفي الزيتون في مدينة سلفيت، فيما كشف تقرير دوري صادر عن هيئة مقاومة الجدار والاستيطان أن شهر أيلول/سبتمبر الماضي شهد أعلى معدل هجمات بحق الفلسطينيين.وفي التفاصيل، أجبر مستوطنون عشر عائلات على مغادرة أراضيهم الزراعية في قرية «فرخة» غرب سلفيت، ومنعوهم من قطف ثمار الزيتون، وذلك بحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي.وقال رئيس مجلس قروي فرخة مصطفى حماد لوكالة الانباء الفلسطينية «وفا» إن المجلس القروي واللجنة الزراعية نظموا يومًا تطوعيًا مبكرًا لقطف الزيتون، بعد أن أقدم المستوطنون منذ نحو أسبوع على تكسير أشجار الزيتون وسرقة ثمارها.وأضاف أن الأهالي توجهوا إلى الأراضي الواقعة في الجهة الشمالية الغربية من القرية في مناطق «الصفحة» و»المنقاع» و»باطن الشامي»، ليتفاجأوا بسرقة ثمار الزيتون ورعي الأغنام في أراضيهم.وأشار حماد إلى أن المستوطنين حاولوا الاعتداء على الأهالي، ما أدى إلى إصابة شاب بكسر في أنفه جراء الاعتداء عليه بالضرب، نُقل على إثرها إلى مستشفى الشهيد ياسر عرفات بمدينة سلفيت، قبل أن يتم إجبار أكثر من عشر عائلات على مغادرة أراضيهم بالقوة.وفي سياق متصل، اندلعت النيران في أراضي المواطنين الزراعية على طريق المطوي الواصل بين مدينتي سلفيت وبروقين غربًا، قرب مستعمرة «الراس»، ولم يعرف حتى اللحظة سبب اندلاعها.وكانت وزارة الزراعة الفلسطينية قد أعلنت أن موسم الزيتون يبدأ بتاريخ 9 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري في جميع محافظات الوطن.وأوضحت أنه يحق لمديري مديريات الزراعة في المحافظات تأجيل موعد القطف في مناطق محددة، وفقًا للمصلحة العامة وخصوصية كل منطقة، وذلك بعد التشاور مع الجهات ذات العلاقة.وأكدت الوزارة أن تحديد الموعد يأتي في إطار الحرص على إنجاح الموسم الزراعي بما يحقق أفضل إنتاجية للمزارعين، مشيرةً إلى أن موسم الزيتون يشكل ركيزة أساسية للاقتصاد الوطني ومصدرًا رئيسيًا لدخل آلاف العائلات الفلسطينية.ويضطر بعض المزارعين في المناطق التي تشهد كثافة في هجمات المستوطنين مثل سلفيت ونابلس إلى تبكير موعد القطاف بفعل تزايد الاعتداءات ومحاولات السرقة.وتستعد وزارة الزراعة لإطلاق حملة «الزيتون 2025»، حسب محمود فطافطة الناطق باسم الوزارة، وهي حملة «لا مركزية تعتمد على كل محافظة بعضوية الجهات الرسمية ومجموعات المتطوعين بهدف مساندة المزارعين في المناطق الساخنة».وأكد فطافطة أنه منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وحتى اليوم، استهدف الاحتلال ومستوطنوه ما لا يقل عن نصف مليون شجرة زيتون بين تكسير وحرق واقتلاع.وشدد على أن المستوطنين والاحتلال مقتنعون أن استهداف شجرة الزيتون يؤثر على صمود وبقاء المزارع الفلسطيني.وأضاف: «تتنوع الاعتداءات بحق المزارعين والشجرة المباركة، وأكثرها منع الوصول إلى الأراضي، إذ يُمنع المزارعون من الوصول إلى قرابة 10% من مجموع المساحات المزروعة بالزيتون».وأوضح أن المنع نوعان: الأول منع المزارع من خدمة أشجاره على مدار شهور السنة، ما يجعل الأرض عرضة لأن تكون فريسة سهلة للاحتلال والمستوطنين، أما النوع الثاني فهو المنع من الوصول إلى الحقول في أوقات القطاف.وصف فطافطة الاعتداءات أنها ممنهجة وتحديدًا مع بداية موسم الزيتون، مشيرًا إلى خطورتها إذا ما علمنا أن مئة ألف عائلة تعتمد في حياتها الاقتصادية على موسم الزيتون.قي سياق متصل، قالت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، الجمعة، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنين نفذوا خلال أيلول/ سبتمبر الماضي 1215 اعتداء في الضفة الغربية المحتلة.وأضافت الهيئة في بيان، أن «الجيش الإسرائيلي ومستوطنيه نفذوا خلال أيلول/سبتمبر الماضي ألفا و215 اعتداء».وأكدت أن «الجيش الإسرائيلي نفذ خلال تلك الفترة 725 اعتداء، فيما ارتكب المستوطنون 490 اعتداء بينها قتل فلسطينيين اثنين في محافظة رام الله».وتنوعت الاعتداءات بين «هجمات مسلحة على قرى فلسطينية، وفرض وقائع على الأرض، وإعدامات ميدانية، وتخريب وتجريف أراض، واقتلاع أشجار».كما شملت «الاستيلاء على ممتلكات فلسطينية، إلى جانب تنفيذ إغلاقات، ونصب حواجز تقطع أواصر الجغرافيا الفلسطينية».ونقل البيان عن رئيس الهيئة مؤيد شعبان، قوله إن «المستوطنين حاولوا إقامة 11 بؤرة جديدة منذ مطلع أيلول/سبتمبر، غلب عليها الطابع الزراعي والرعوي».وتقام المستوطنة بموافقة الحكومة الإسرائيلية، بينما البؤر الاستيطانية يقيمها مستوطنون دون موافقة الحكومة، وجميعها غير شرعية حسب القوانين الدولية.وذكر شعبان أن السلطات الإسرائيلية نفذت خلال الفترة ذاتها «67 عملية هدم، طالت 94 منشأة، بينها 46 منزلا، و14 منشأة زراعية، و18 مصدر رزق وغيرها، كما وزعت 35 إخطارا بهدم منشآت فلسطينية».!!

