نشر موقع “ميدل إيست آي” تقريرا جاء فيه أن جماعة عمل سياسي تقوم بمهاجمة جماعة اللوبي المؤيدة لإسرائيل.وتعود هذه الجماعة إلى قاعدة الرئيس دونالد ترامب “أمريكا أولا” ففي إعلان جديد قالت المجموعة التي تطلق على نفسها لجنة العمل السياسي الأمريكية المعادية للصهيونية ومختصرها “أزاباك” إن أمريكا ليست “مخزن ذخيرة” لإسرائيل. ودعت في إعلان الفيديو الذي بث يوم الإثنين إلى جمع التبرعات والمتطوعين لمساعدتها في بناء الزخم ومواجهة جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل في الولايات المتحدة. ويقود هذا المشروع، الذي انطلق في وقت سابق من هذا العام، الأستاذ والمؤلف السابق في جامعة نيويورك، مايكل ريكتينوالد، الذي يصف نفسه بالليبرالي، وقد حصل على أكثر من 22,000 متابع على منصة إكس.
*ريكتينوالد: حكومتنا تتصرف كخادمة لدولة أخرى، تلك الدولة الأخرى هي، بالطبع، دولة إسرائيل
ويقول ريكتينوالد في الإعلان، الذي غطته صور العلم الإسرائيلي خارج عدة مكاتب لأعضاء في الكونغرس الأمريكي: “حكومتنا تتصرف كخادمة لدولة أخرى، تلك الدولة الأخرى هي، بالطبع، دولة إسرائيل”. ويضيف: “هذه ليست سياسة، إنها وصمة عار وطني، يحرك خيوطهم مانحون موالون لدولة إسرائيل القومية الحديثة وهذا ليس تحالفا، إنه ابتزاز”.
وبينما يوضح ريكتينوالد بالتفصيل المساهمة الأمريكية لإسرائيل بقيمة 33 مليار دولار منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، فإنه يعرض في الإعلان صورا لجثث فلسطينيين في أكياس.
وقال ريكتينوالد: “لقد مزقت غزة القناع، يجب أن ينتهي هذا الولاء الأعمى وهذا النقض على سيادتنا الوطنية وهذا الإنكار للواقع”، في إشارة إلى الحرب على غزة، التي قتل فيها أكثر من 69,000 فلسطيني في الإبادة الجماعية في غزة. وتدعم منظمة “أزاباك” بالفعل مرشحين من حركة أمريكا أولا المناهضين للصهيونية: الجمهوري آرون بيكر في فلوريدا، الذي يسعى لإزاحة زميله الجمهوري دانيال ويبستر، أقدم عضو في الكونغرس في تاريخ فلوريدا، والمستقل خوسيه فيغا في نيويورك، الذي يسعى لإزاحة الديمقراطي ريتشي توريس.
وعادة ما تمثل لجان العمل السياسي في الولايات المتحدة قضية محددة، وتجمع الأموال لصالح أو ضد المرشحين في الدورات الانتخابية. ويجب تسجيلها لدى لجنة الانتخابات الفيدرالية. ووفقا لموقع “أوبن سيكرتس” الذي يتتبع مساهمات المرشحين السياسيين، يسمح للجان العمل السياسي بمنح 5000 دولار أمريكي للجنة لمرشح في كل انتخابات سواء كانت تمهيدية، عامة أو خاصة، و15,000 دولار أمريكي سنويا لأي لجنة حزبية وطنية، بالإضافة إلى 5000 دولار أمريكي سنويا لأي لجنة عمل سياسي أخرى.
وتُعتبر لجنة العمل السياسي الأمريكية الإسرائيلية، لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية المعروفة بـ “إيباك” أقوى قوة مؤيدة لإسرائيل في السياسة الأمريكية، ولديها لجنة عمل سياسي فائقة. ولا تقدم لجان العمل السياسي الفائقة مساهمات مالية مباشرة للمرشحين أو الأحزاب، بدلا من ذلك، يمكنها إنفاق مبالغ غير محدودة على نشر إعلانات لصالح أو ضد المرشحين، والقيام بأمور مثل إرسال رسائل بريدية إلى الناخبين. ولا تعتبر أزاباك هي أول من يطلق لجنة عمل سياسي تتحدى الخطاب السائد المؤيد لإسرائيل. في العام الماضي، شكل ائتلاف يضم أكثر من 20 مجموعة تقدمية فريقا لحماية المشرعين المؤيدين لفلسطين من هجمات (أيباك). وتتألف هذه المجموعة، التي تطلق على نفسها اسم “رفض أيباك”، من عدة منظمات تقدمية ومؤيدة للفلسطينيين، بما في ذلك “حزب العائلات العاملة”، وحركة “صن رايز”، و”الصوت اليهودي من أجل السلام”، ومنظمة “إن لم يكن الآن”، ومنظمة “العمل من أجل السلام”، و”الاشتراكيون الديمقراطيون في أمريكا”، وغيرها.
*بيان الائتلاف: ظلت إيباك وعلى مدى عقود قوة متشددة وداعية للحرب ومتنمرة في السياسة الأمريكية
وفي بيان للائتلاف يدعو المشرعين إلى رفض قبول تأييد إيباك أو غيرها من لجان العمل السياسي التابعة لها، جاء: “ظلت إيباك وعلى مدى عقود قوة متشددة وداعية للحرب ومتنمرة في السياسة الأمريكية”.
وأضاف البيان: “تدافع [إيباك] عن سياسة خارجية أمريكية تتعارض مباشرة مع حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، وقد دعمت التدفقَ غيرَ المشروط للتمويل العسكري الأمريكي والأسلحة إلى الحكومة الإسرائيلية التي استخدمت لدعم انتهاكات حقوق الإنسان ضد الفلسطينيين”.
ووعد الائتلاف بإطلاق “حملة انتخابية دفاعية بمبالغ ضخمة” للمشرعين الذين استهدفتهم إيباك لانتقادهم إسرائيل، لكنهم واجهوا معركةً شاقة. والآن، بعد عامين من الإبادة الجماعية التي ارتكبتها إسرائيل في غزة، ومع الانتقادات اللاذعة لإسرائيل من المحافظين المتشددين وأنصار حركة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب “لنجعل أمريكا عظيمةً مرة أخرى”، تغيرت الرياح” و”أمريكا ليست دولة تابعة، لسنا مستعمرة لأحد”.
يقول ريكتنوالد في إعلان أزاباك: “ليس من المفترض أن نكون صرافا آليا ومستودع ذخيرة لإسرائيل” و”إذا طلقتم الخوف وسئمتم من تلقي سياسيينا الرشاوى ولم تعودوا خائفين من تشويه سمعتكم بوصمة معاداة السامية، لمجرد أنكم تريدون استعادة بلدكم، فإن أزاباك هي جيشكم”.
