ديار النقب تُحييكم اينما كُنتُم وتواجدتُم وتلفت انتباهكم الى ان بريد القراء سيكون منبر مفتوح للجميع, وستقوم ديار النقب بنشر مايردها من رسائل وتساؤلات تباعا ومباشرة على هذه الصفحه. ولاضافة رسائـلكم او تساؤلاتكم او طرح اي قضيه او مشكله شخصيه او عامه,,, ما عليكم الا ان تضغطوا على *اضف رساله المبين في ادنى هذا النص...اهلا وسهلا بكم على صفحات وفي ربوع ديار النقب..مع تحيات فريق عمل وادارة ديار النقب.
كلمة الى أخي الأستاذ
ماذا تتوقع أيها الصباح وأنت دخلت علينا وهناك ظِلٌ في حياتنا...
ونحن ومخالب لئيمة تهدد سعادتنا...
بالرغم من كل الحنين المؤلم اضطررنا أن نستقبلك أيها الصباح...
أولا إنها سِنَةُ الحياة صباح يغادرنا وصباح يرتمي في حياتنا...
صحيح اشتقنا للياسمين واليوم هذه الزهرة البيضاء يابسة...
لا تعطينا رائحة ولا حكمة ولا حتى لونا...كانت تنام في زاوية حديقة الأستاذ...
تُحْرِقُننا والغريب أنها قاسية اليوم علينا...هنا أتكلم عن الأيام...هذه الأيام...
حتى طعم فنجان قهوتي له طعم مختلف وكأنها مغشوشة...
ضَمَّنا الى عالمه ورسم على وجوهنا ألف بسمة وبسمة...
وفي قلوبنا زرع مليون حب وحب لمن حولنا في القريب أو البعيد...
وهذه صورة لإنسان أحببناه فهو بالسبة لي أولا مميز...
أستاذ عظيم لا تغيب عن ذاته الإنسانية...ونزيه للغاية...
في الحقيقة إنه أجمل أغنية في حياتنا...كان وما زال...
الشمس تعرفه جيدا لأنه يجلس الى شرفة منزله يشرب القهوة ويدخن السيجارة...
كنت هناك أجالسه في المقابل أحدق به أنظر الى عينيه...
مع كل الكنوز التي يخبؤوها في داخله من الثقافة والفهم والعلم وما زال يدخن...
ما عندي ما أقوله له ربما يظن بأن هذه سوف تريحه من الوشوشات الغريبة...
أو لأن حبيبته الجالسة الى جواره أيضا تدخن...
المهم اليوم لنا معه قصة أخرى في غالية الحزن والألم...
قست عليه الأيام لأنه كان مغلولا بأقوال الغير...المشكلة أن ذاكرته قوية وللغاية...
لهذا كان تاريخا يرويها ويحفظ كل الأحداث والتواريخ لهذا كان يتألم...
أخي الأستاذ قمة أخلاق في ذاته...
يجلد ذاته ونفسه قبل الآخرين...جبل من جبال النرجس...
عاش ثائراً ولكن للأسف في ذاته وداخل قلبه وفي حدود الجسد...
وأنا اليوم وهذا الصباح السعيد في عالمنا أشعر بالألم والحزن...
لم أستطع أن أكلمه ولا أقول له صباح الخير أخي...
آمل وأطلب من الله أن لا يكون الدرب درب الحياة أمام الأستاذ أخي مجهولا...
بانتظارك أخي الأستاذ ومعنا ألف ياسمينة ووردة من زهور الحياة...
تحياتي
محمود إدلبي - لبنان
25-09-2021
سامحيني يا أمي
ساعات تفصله عن مغادرة لبنان الوطن الحبيب...
صَرَخَتْ الأم باكية لماذا يا حبيبي ماذا حدث لثقافتكِ ووعيكِ وحبكِ...
يا أمي ألم أخبركِ والفجر الأحمر يدخل من نافذتنا بأنني غير مسافر...
ويومها أنتِ بكيتِ بشدة وحرقة...وطلبتِ مني أن أسافر...
أنا اليوم عريان يا أمي أتسكع في شوارع مدينتي أبحث عن القليل من البنزين لأضيء
ليلك يا أمي...
قلتِ لي بالأمس عندما طوال النهار لم تأتنا الكهرباء نحن نعيش في وطن اليوم أكذوبة...
نعم يا أمي ماذا بقيَ للناس هنا في هذا الوطن...
حتى الكلام يموت فيهم من الصباح حتى المساء لا كهرباء ولا ماء...
وكأننا في القارة الإفريقية ويا ليتنا نحن مثلها كل يوم هناك انقلاب على حاكم...
ولكن هناك يولد الذهب وهنا في الوطن يولد الألم والجوع...
واليوم ما زلتُ أسمع كلام أبي رحمه الله تمسك بالوطن يا بنيَّ...
ولقد تمسكت به كثيرا وطويلا...ودائما كنا نأمل التغيير وأن تكون الظروف أفضل...
نحن هنا كالغرباء...الحزن في شوارعنا...والليل يأتينا مسرعا...
نعم يا أمي كانت مدينتي الحلم الذي عشت فيها ولم نكن نعرف الكآبة...
وكنا نشاهد كيف البرتقال تخرج الزهور من أوراقه سعيدة وكانت الرائحة رائعة...
كانت هذه المدينة تعيش في وجهي وتستيقظ في عينيَّ...
أحقا رسالتي هذه مزقت أحلامكِ يا أمي...
هنا أسافر الى لون عينيكِ كالسماء الصافية الزرقاء...
وبالرغم من كل المسافات بيننا هذه الأيام أشاهد ابتسامتكِ...
وفي كل صباح تقبلين خطاباتي...
تعرفين يا أمي في البعد عنكِ نحن ضعفاء...
حتى دفتري أرى أوراقه البيضاء بلون آخر...
لا تخافي ذهبت الى طبيب العيون...ابتسم وهمس في سري أنت بخير...
هنا آمل يا أمي بأن أكون قد أهديتكِ عنقودا من الياسمين...
وعلى صفحتي اليوم سوف أرسم شجرة الياسمين لأنها رائعة كما أنتِ رائعة...
لن أوعكِ على صفحتي هذه لأنك في ضميري...
تحياتي
محمود إدلبي – لبنان
25-09-2021
صباح الخير يا صاحبي
استغربت اليوم لماذا جئت تسألني لماذا تغيرت طعم المنقوشة...
عدت الى ذاتي ...فكرت مليا...صحيح أشياء كثيرة تغيرت...
ولكن طعم المنقوشة لم يتغير يا صاحبي...
نعم تغير العامل في المخبز...كان لبنانيا...واليوم هو من سوريا...
وقفت أمامه وهو دائم الابتسامة...يعمل بهدوء...
والعجينة أمامه...يدورها...ويضع عليها الزعتر والزيت...
وبين الفين والفينة ينظر إليك...هل تتابع حركاته...
هو سعيد بعمله هذا ويخاف أن يفقده...فالحياة في الوطن قاسية...
فجاء الى لبنان...بالفعل كان يسمع عن لبنان...وأحب لبنان...
وعمل في أشغال كثيرة الى أن تعلم هذه المهنة فأحبها...وكثيرا...
إفطاره منقوشة زعتر...غذاءه منقوشة كشك وبعض الأحيان لحمة...
عشاءه منقوشة جبنة أو منقوشة محمرة بالجبنة...
كان يخبرني بكل هذا وهو سعيد...نعم قال لي دائما أنا سعيد...
فيشكر الله ويشكر رب العمل فهذا كان الاتفاق منذ البداية على العمل...
ودخلت السوبر ماركت ويحمل لي الأغراض التي اشتريتها الى البيت...
شاب...استغربت...سألته ونحن في الطريق الى البيت لماذا لست في المدرسة...
قال أنا فلسطيني وهناك مشكلة هذه الأيام بين الفلسطيني وبين وزير التربية...
وأعود الى البيت سعيدا من مشواري هذا...مررت على محلات كثيرة منها مغلقة
ومنها مفتوحة ولكن بدون زبائن...ومنها برسم البيع....ومنها برسم الإيجار....
ومنها برسم الاستثمار...
هذه منطقة من الوطن...عالمنا آخر...كل الجنسيات موجودة...شئنا أو أبينا...
يلفنا الفراغ...كل فرد منا في حياتنا ...فرد فرد...كيان كيان...مجموعة مجموعة...
حزب حزب...ليس هناك ارتباط بالعقل ولا بالحياة البشرية...
الكل يصارع الكل...والغيوم متلبدة حتى التاريخ رفض الكتابة عن حالتنا...
أنا من يسأل ذاته مرارا وكثيرا...عندما نخرج من البيت إلى الدنيا ونجد إنسانا نصافحه عن معرفة هنا في هذا الشارع في هذه اللحظة نقرأ على وجهه قصيدة...أو بيت شعر...
أو إحساس شاعري أو رغبة في الإصغاء أو التكلم...
تدخل لتشتري غرض بسيط منه يبدأ بالحديث طويلا وكأنه اكتشف فيك ضالته المفقودة وكأني به منذ الفجر لم يدخل عليه أحد...
وفي محطة البنزين عمال من بنجلاديش...دائمي الابتسامة يتكلمون العربية......
إذا تركت لهم إكرامية أو لم تترك لهم...وهذا موظف مصري في محل الحلوى...
أنا أدرك في أعماقي بالرغم من أني لا أعرفهم أحرار من الداخل ويحبون أوطانهم ويحنون الى الرجوع الى ربوعه...ولكن الظروف وضعتهم بشدة في هذا المكان بعد تركهم بلادهم وجعلتهم يفكرون بصرخة مليئة بالحرارة وفيها رائحة مشبعة بالحب الملغوم بالخوف هل سيأتي يوم لا يجدون فيه هذا العمل..
لماذا الحياة صعبة على المواطن اللبناني والعمل فقير للغاية والحالة بردا وجوعا...
بالرغم من أن الأرض خضراء...والحقيقة راتب الغريب لا يعطي الحياة للعامل اللبناني...
واليوم جئت يا صاحبي تقول لي تغيرت طعم المنقوشة...
هل بالإمكان أن نقول وبكل بساطة اليوم هنيئا للذين عاشوا وماتوا ولم يسمعوا صاحبي
يخبرني بأن طعم المنقوشة قد تغير...
تحياتي
محمود إدلبي – لبنان
25-09-2021
الأخوة والتسامح والمحبة
كنت دائما وأنا جالس الى قهوتي السوداء أفكر...
في هذه المدينة وتلك المدينة...لماذا الظلام على عروشها...
المأساة العميقة نبحث عن الإخاء هنا وهناك فنجده مطأطأ الرأس خجلا...
نحدق في الفراغ ولا نسكتين إلا لذواتنا فهي الأمن والأمان...
لماذا الكل يحب الحريق ونحن أخوة في الحياة وخالقنا واحد أحد...
وفي الحقيقة فالظلام والليل يشهد علينا أننا نملك القلب النظيف في البداية...
فالحياة في الحقيقة رائعة إذا زرعنا في أنفسنا أولا المحبة والتسامح والأخوة...
وما ينفع كثيرة الماس وأن نهرول وراء الشهوات وغدا إلى الطين النهاية...
فلماذا لا نكون في الحياة مثل القناديل لننير الظلمة لقلب مهموم...
ونعطي الجار القليل من الماء إذا الماء في دياره قد جفَّ...
فالقلب لم يُخْلَقْ حقيرا...والقبور جاهزة لاستقبال الجميع...
إذا كان القلب خاليا من المحبة والتسامح والأخوة يصبح كالمدينة الفارغة...
ويكون في طريق الحياة كالضرير...
ويعيش نهاره في طيات الظلام...
ولن يعيش حياته إلا في غيبوبة وكأنه كالعبيد والقيود في عالمه وأفكاره لا تنبت إلا الظلام...
فلماذا لا نبني الحياة السعيدة الفرحة المليئة بالحب ولكننا نبني الظلام...
هنا الإنسان بدون هذه التعاليم والمفاهيم يكون حاجزا بين ذاته وبين الحياة الكريمة...
فلا يسمع صرخات من يعيش سجن الجوع...ولا يعرف أرض من يتألم من المرض...
وأيامه ذكريات بلا طعم...
ووجه إذا حدقت فيه لن تجد فيه إلا الحزن العميق والخوف...
تشعر بأنه في سكينة ما ولكنه في الحقيقة هو في حريق لا يرحم...
ليته يستيقظ من حياته السوداء...
ليته يعود الى كوخه القديمة ليجد هناك الأخوة والتسامح والمحبة...
ألا يذكر وهو صغير بأن أمه علمته هذا الكلام...
ووالده طالما وشوش في ضمير أيضا...
هنا توقف البَثْ وتعب القلم من الكلام...
تحياتي
محمود إدلبي – لبنان
25-09-2021
هل تحب أمك
وقفت أتأمل بهذه الكلمات وهي تنام على ذلك اللوح الأسود...
عندما دخلنا الصف وجدتها على اللوح الأسود...
وفور دخول أستاذ اللغة العربية الصف...
الجميع وقف ليسأل لمن هذا السؤال...
وتبين أنه موضوع اليوم...
في الحقيقة كنت في غاية السعادة لأكتب عن أمي...
وتذكرت منذ أيام ولسبب غاب عن صفحة ذاكرتي...
حدث شجار بيني وبين أخي ولا أذكر من بدأه...
وعندما شاهدتنا أمنا بكت... بكت بحق وحقيقة...
وأحزنتنا بنظرتها والدموع على خديها...
وقالت لنا...
هل هذا حبكم لي...
في حياتي تتشاجرون تتخاصمون وتزعلون من بعضكم فكيف إذا مت...
هنا إنفجرنا من البكاء وجلسنا على الأرض أمامها وامسكنا بقدميها...
في الحقيقة كانت هوانا...لم يكن حبنا لها وهما...
كانت جزء من روحنا...كنا أطفالا إذا صرخنا قلنا يا أمي...
إذا جُعْنا كانت تطعمنا...حتى كانت مستعدة لأن تطعمنا من لحمها...
علمتنا منذ الصغر...قالت لنا مرارا...لا تطأطؤوا الرأس لأحد...
من تمرون بهم إنهم مثلكم تماما والله أمرنا أن لا نسجد إلا له...
وطأطأة الرأس هي كالسجود... إن لم تكن مثله...
كانت تريد أن تخفي من حياتنا الظلمة...كانت تحاول أن تبني لنا أياما بيضاء...
صراحة في صغرنا إختفت الأحزان...وملأ جسدنا رعشة حب وفرح...
كانت بالنسبة لنا ضياءً من نوع آخر...
كانت أمي دائما تضج في دمي...وترفرف في سمائي...
كانت الشوق الجميل الدفين في كل عروقي...
كنت أراها واحسها تركض في كل أرجاء عالمي...
وإذا غاب يوم في حياتنا ولم نسمع صوتها نشعر وكأن الموت يلفنا...
في العودة الى البيت نسرع الخطى حتى نَرْمي همومنا أمام قدميها...
فيحتضر كل ما فينا من غريب ومحزن ومؤلم ونشعر بالغيث يبلل روحنا...
كانت في عالمنا عملاقة حب وحنان...وصوت يتغلغل في عالمنا مثقلا بالسرور...
ولسوف تكونين يا أمي النظرة الوحيد في زحمة الحياة التي تسعدنا...
ولن نضج بعد الآن أمام وجودك...وسوف نحافظ على قيمة جناحيك...
وستكونين دائما لهفتنا ...وصورتك الجميلة في الأعماق معلقة...
ولقد رسمنا لك ألف صورة وصورة...إمرأة صغيرة لن تكبر أبدا...
وقلبك الجميل لن يعرف الحزن ما دمنا هنا الى جوارك...
أنت حبنا الجميل في الحياة...وزهرتنا النبيلة...
هذا كان الموضوع الذي أحببته ...
وعندما أعاد الأستاذ دفتري كنت في غاية السعادة لأن ملاحظته كانت...
أظن أمكَ إمرأة عظيمة...
تحياتي
محمود إدلبي – لبنان
27-09-2021
من طرق الباب اليوم
في كثير من الأيام لا تستطيع أن تكون على عجل...
لأنك تجد نفسك حُبْلى بصرخات تؤلمك لأنها من ضلوعك...
فلا تستطيع أن تطرد ذلك الشعور...ولا حتى أن تشتمه...
ولا لزوم للدهشة ولا بشكل من الأشكال...
هنا حقا تشعر كيف يكون البيت موحش...وغريب عنك...
شيء كسر قلبك ونكاد أن نختنق...
إذا سيدة البيت أصاب شيء ما...
وهذا الشيء يملأ قلبك وعالمك ثم هذا البيت الذي تعيش فيه...
هنا لن تستطيع أن تخيط الكلمات ومنها لتخرج السعادة...
وما عليك إلا أن تدفن رأسك بين كفيك وتطلب من الله العون...
فسيدة البيت حتى شعرت بالصداع البسيط للغاية وأرادت أن تستريح...
كل من في البيت يتحولون إلى كائنات يمزقهم الألم بالرغم من أنهم بخير...
فترى السرور يحاول الهرب وهنا الحديث الناعم لن ينفع...
أي غمامة هطلت فجأة على هذا البيت...هل الإناء الطيب سوف يختفي...
لا يهم...لأنكَ في الحقيقة لن تطيق أي طعام ولن تشتهي شيئا...
البيت اليوم مسكينا...
وهذه السيدة في الحقيقة هي بخير ولكن الذي قال لها الطبيب خبر لا يزعج...
ولكن الإنسان هكذا الله خلقه فجأة يشعر بالغروب...
بالرغم من أن ذلك الطبيب الطيب زرع في عالمها ألف وردة...
وحتى لا يترك الوجع يتسلل على عالمها بالرغم من أنه ليس موجودا...
وهذا الطبيب الطيب أراد بصورة ما أن يخبرها بهدوء أن الحالة طبيعية...
ولكن هنا الورود تكون في الحقيقة نادرة وفي غاية الكسل لا تصل الى عالمها...
حتى لو كل العالم شجعها وزرع بين ضلوعها حقول من اللؤلؤ والمرجان...
لا يهم في البداية هذه هي الحالة وبعدها ستكون حكاية حب...
وسوف يموت في عالمها كل الفوضى لأنها سوف تعيش الوضوح وليست
بحاجة الى المزيد من الإيضاح...
يا سيدة البيت لا تضطربي إنها غيمة بسيطة وسوف تعيشين معها...
ولن تئن من الأوهام...وسوف تكون معك أنت وأنت الوحيدة مفتاح الحياة...
في الحقيقة يشعر الإنسان بأن كل البيت حتى جدرانه حزينة...
سيدتي أنت نجمة البيت وقمره وشمسه...
لك أتمنى كل الخير أينما تكونين وماذا تفعلين...
تحياتي
محمود إدلبي – لبنان
14-09-2021
كلمة الى أخي الكبير
الكائنات الجميلة في حياتنا تسعدنا وتملأ عالمنا أشواقا...
إنهم جزء من الضلوع وهم في الحقيقة رباط عنق هدية من الله...
إنهم طائر يأتي بألف لون ولون...وألف بسمة وبسمة...
أزهار دائما تأتينا حتى لو كان الربيع بعيدا للغاية...
هذه الرياح المنعشة تهمس وتعيش فينا تبث في أرجائنا ريحا رائعة...
إنه أخي الكبير...صاحب البسمة الدائمة...هذه البسمة تعانق عالمه...
إنه أغلى العطور التي وهبنا الله إياها...ليس غريبا لأنه جزء من عالمنا...
إذا رأيته تَطْوي في قلبك وعالمك كل التعب والضيق حتى الحزن يتبخر...
إنه نجمة رائعة في سمائنا...كثير الألوان الرائعة...
معه يمكنك أن تمتص كل ما يحيط بك من الأشياء اليابسة وتتحول إلى خضراء...
وتأتي الخضرة والزهور كما في أرض حديقته وبجوار منزله...
إنه حقيبة غنية بالمشاعر...
يعيش معك ولو لفترة قصيرة فتبقى صورته في عالمك تنام لا تموت...
إنها قصة طويلة مجبولة بالضوء تخبئ خلف نظراته عصافير كثيرة ملونة...
معه لم نتشاجر أبدا في حياتنا بعد الشجار عندما كنا صغارا...
فأنا هنا لا أبالغ معه أتنفس الهدوء والراحة وأجمل الصور...
إذا نظرت إليه أشعر وكأني أنظر في المرآة لأني أجد فيه الكثير مني...
كن الى جواره فيغسلك بالضوء وبالكلام الجميل...
في الحقيقة إنه كتاب مفتوح...
ما أجمل أننا نعرف عنوانه...وفي غاية السعادة أننا كنا في سفينته...
وذات مرة صلينا معا وجلسنا في الجامع...وقتلنا كل البُعْد واللهفة...
ولمست في أفقه كم هو شفاف في الداخل...وعرفت النور في عينيه...
وكدت أسكن قلبه بسهولة وبساطة...هذه هي بطاقتي إليك لأنك عزيز عليَّ...
هذا هو أخي الكبير وقفت اليوم معه لأقول له بكل الحب...
أنت يا أخي جميل وحنون ورائع في حياتنا...
آمل من الله أن تكون دائما بخير وعافية وصحة...
تحياتي
محمود إدلبي – لبنان
26-09-2021
مثل شجرة الياسمين
امرأة من بلاد الياسمين تشبه شجرة الياسمين...
صحيح كائنات كثيرة من بلاد الياسمين مروا في حياتنا…
ولكن في الحقيقة هناك من تركوا بصمة في عالمنا…
أنها كانت تعيش يومها كله في حلقات متشابهة ولكنها لم تكن تشتكي...
وإذا أحبت أن تفعل ذلك حتى تُنَفِسْ عن نفسها فكانت تحادث ذاتها...
كانت تُتَمْتِمْ بارتياح...ولكن لم تكن كسولة في يوم ما...
كانت تشتهي النوم ولكن أرادت أن تكون السند في الحياة لوالدتها...
ضاحكة طروبه حبيبة وبروح كله حب وحنان تقوم بأعمال البيت جنبا
الى جنب أمها بل كانت تسابق أمها وهي سعيدة...
كانت تهمل أحزانها...وتطرد الظلمة من عينيها ...وتنير دربها في البيت بقلبها...
الكل نيام وهي تعمل...كانت تحب الشمس وتشتاق لها لأنها من أجلهم قليلا ما تخرج...
وإن خرجت لتشتري ما البيت بحاجة له...أو إذا شقيقها يريد قميصا...
كانت سعيدة تتنقل في الأسواق لتشتري لهم كلهم...
وفي العودة الى البيت تدمدم سعيدة بكلمات ...هل سوف تعجبهم الملابس...
وفي الأعياد تشتري الشكولاتة وأشياء أخرى...كانت تعرف كل فرد ماذا يحب وماذا يشتهي...إذا جلست إليها تشم فيها روعة قلبها...لا تشعر بالضوضاء...
ولا برائحة بأن قلبها موحش...ويأتي الصيف فتجلب لهم فاكهة الصيف...ويأتي الشتاء فتحضر لهم فاكهة الشتاء...وأيضا تشتري لهم ثياب الصيف وملبوس الشتاء...
والباعة يضحكون ويبتسمون عندما تعود إليها صيفا أو شتاءً...
عرفوا وجهها جيدا...وقلوبهم كانت تصفق لها ...وتغادرها سفينة وراء سفينة...وشمس وراء شمس...وقمر وراء قمر...ورزنامة حائط وراء رزنامة...
وكبرت الأم...طبعا كبرت هي...وكبرت مسؤولياتها...والحقيقة ليس فيها كلمات ميتة أبدا...ولا حتى شجرة غير مثمرة في عالمها...كانت ظلا للجميع حتى لأمها...والكل تسلق على جسدها حتى كبر وترعرع...وأخذت الحياة تهرب من جسدها بطيئا...
وَتَعَذَرَ عليها أن تكون نشيطة مثل الأول...ولكن بقيت نشيطة بالكلام...
وفي عينيها كنت ترى أنها تعتذر من الجميع...
حتى في كثير من الأحيان كنت تحس بأنها تغني لذاتها...
كانوا يطلبون منها أن تمشي في شوارع الحارة...ولكن كانت أقدامها بطيئة...
وهكذا ضاعت الأرض تحت أقدامها...والكل أصابه الحزن عندما علموا أنها مريضة...
في الحقيقة الأيام والزمن والحياة والشوارع والمحلات تركوا في هذا الجسد تعبا مخيفا...صحيح الكل سوف يكبر ويمرض ولكن هذه السيدة ستبقى رمزا للكثير ممن يحبونها وما زالوا يحبونها ويطلبون لها العافية والصحة...ومن الشمس يرجون الله أن يغسلها من جديد لتعود إليهم قوية معافية...
سيدتي فَجِري في ذاتك حب الحياة...ولا تيأسي أبدا...
تأكدي سيدتي من حولك يحبك كثيرا وبأنك تنامين في صدورهم...
ويحلمون أن تعودي وتمشين حولهم...إستردي قوتك وعافيتك...ولا تنسي أبدا الدعاء طوال النهار والليل...والصلاة على الرسول...بيدك أن تردي العافية الى جسدك...
بالقرآن الكريم....والصلاة على الرسول...
صحيح الظل ثقيل هذه الأيام ولكن ما زلنا نستطيع أن نبحر في العالم...
أنت لست إمرأة مفقودة...أنت بحاجة الى دم جديد من صنعك أنت...
تحياتي
محمود إدلبي - لبنان
16-06-2021
همسة ووشوشة
يوم سعيد مليء بالعافية والبعد الإنساني...
إنسانة في الحياة وفي حياتنا…. سيدة كُلْ ما سوف يمر أدناه…..
أزهاركِ هذا الصباح...وفي كل صباح...ودائما...
شيء جميل ورائع للغاية نرسمه هذا الصباح وفي ضميرنا عالم جميل...
يولد في ذاتي أبعاد أحبها لأنها من الوطن البعيد...اليوم حزين ذلك الوطن...
أحلام كالزهور ترسم في الليل القمر الجميل...نأمل أن لا نفقده...
وترى الكلمات كلها تأتيك كالنسيم العليل بآلاف الألوان...والألحان أيضا...
هذه زهرة بيضاء...وهذه زهرة حمراء...وبين الأبيض والأحمر ينام الأخضر مستريحا...
وهناك في المنظر البعيد يمتد البحر الأزرق وفي الحقيقة هذه الأيام هو حزين...
إنها صفحات رائعة من واقع في الوطن البعيد...نأمل أن يعود هذا الوطن...
هذا يخبرني بأني لست في الغربة وحيدا...فأبتسم سعيدا...
من بيت أخي في تلك التلة المرتفعة تعطينا الأبيات الجميلة من المناظر...
بيت وكأني به بيت شاعر أحب الطبيعة ويعرف جيدا قيمتها...
عندهم للحب تعابير كثيرة...تمر بك وتستريح في ذاكرتك...
وتتذكر في يوم ما كنت هناك...وكان أهل البيت كالشمس كرماء…
هناك تركنا من أعماقنا حرفا لكل وردة وزهرة ونبتة وشجرة...
كانت أجمل هدية لصباحي مع فنجان قهوتي...
سيدتي مع هذه الزهور والمناظر الخلابة وجدت آلاف الكلمات وفيها كل الألوان...
كما في الصور التي جاءت لي عبرى الهواء...
هنا حاولت مع كل ما جاءني أن أبحث عن أحلى الكلمات ولكني وجدت كل منظر
جاء منكِ أكبر من كُلْ الكلمات...
أنا من يحب الأخضر...والشجر...والعشب...والزهور...والورود...
وفي الحقيقة الإنسان يبقى جائعا الى الجمال...ويحوم الحب ليرسم حبا في سمائه...
وللزمن تبقى الذاكرة لتصنع أجمل المشاهد...
والأفق في الحقيقة دروب تحاكي الأرض مع السماء...
وكل التقارير تشير الى أن خطواتنا هنا وهناك كانت على الأرض صادقة وليست تائهة...
دائما في حياتنا عوالم لا تنتهي...صحيح الساعة تذوب وتفنى ولكن يبقى الصدى يوشوش...
والكل يُذَكِّرُنا بمدينتنا...بحاراتنا...ببائع الخضرة...ببائع الفول...وبائع الفلافل...
طبعا خوفا من دموعي أن تتساقط فلا أنسى بائع المناقيش...
وكأني أشعر بأن هذه المنقوشة الحارة سقطت في راحتي فعشقتها...
والأمل بالله بأن الحياة الحلوة سيكون خطاها الى كل العيون...
من لا يعشق الوطن يا صاحبي... وهل سوف نعود لنلهو بالثلج حتى لو كبرنا...
شكرا لك ولصباحك سيدتي...ولكن الرجاء بدون دموع...
تحياتي
محمود إدلبي – لبنان
23-09-2021
ولا هُم يحزنون
وكان .. أن الرجل الطيب أخذ المرأة الطيبة وذهبا لزيارة أولياء الله الصالحين، لعلهم يحققون لهما حلم العمر.. الطفل الذي يحمل اسم الأب، ويحمى الأم من غدر الزمان.. ملسا، وبكيا ودَعَوا.. ونذرا كل ما فى أيديهم من أجل أولياء الله الصالحين ومن يقف خلفهم إن تحقق حلمهما.. ورغم أن ما في اليد لم يكن كثيرا.. لكن الأمل في الطمع والرغبات الدفينة جعلت أملهما كبيرا فى تحقيق حلمهما..
في نهاية اليوم.. أمسك الرجل الطيب بالمرأة الطيبة من يدها ودعاها إلى عبور الطريق في بداية رحلة العودة للبيت.. السيارات المسرعة لم تسمع نذرهما.. لم تحلم حلمهما.. لم تر الدموع والدعوات.. لذلك لم تتوقف طويلا أمام جثة الرجل الطيب التي ارتفعت إلى السماء ثم ارتطمت بالأرض كمثل كل الطيبين في رحلة العودة.. أما المرأة الطيبة فمازال الشهيق والزفير يخرج من صدرها مصحوبا بقطرات الدم..
ماهر طلبه