هي ليست ورطة ولا توريطة ولا تغريبة ولا تشريقة لابل هي عملية كَّلْفتة فوضوية للقضية الفلسطينية اساسها وبوصلتها نتائج الدمار والابادة الجماعية في غزة اللتي نفذته ايادي صهيونية باسلحة امريكية وغربية كان دورها اساسي وفتاك في تدمير قطاع غزة وقتل وتشريد ناسها على المدى المنظور والبعيد والتشريد هنا يختلف عن البقاء والصمود حين ينصب الغزازوة"الغزيون" الناجون من الابادة خيامهم على ركام بيوتهم المهدومة على رؤوس اهلهم على مساحة وطول بُعد وما بعد البصر غربا وشرقا وشمالا وجنوبا ومن يشاهد الدمار الذي لحق بمخيم جباليا"للمثال لا للحصر" يدرك ان من فعل هذة الفعلة الفاشية لم يكن يحمل برنامجا عشوائيا لابل مبرمجا على اساس قتل ودمار وابادة كل شئ في المخيم ولا ننسى المئات ولربما الالاف من الذين ما زالوا مدفونون تحت الركام ونحن نشاهد كيف يتحدث الناجون عن اباءهم وامهاتهم وابناءهم وبناتهم ويشيروا باصابعهم الى هذا البيت المهدوم او ذاك واحيانا كثيرة لا يعرفون مكان شارعهم وبيتهم من شدة الدمار والخراب اللذي لحق بالمكان وغَّيَّر ملامحة بالكامل..كانت هنا ملامح معمارية ومقومات حياتية وستكون هنا ملامح اخرى تتحدث في المستقبل عن غزة قبل الخراب والدمار وغزة بعد هذا.. من خراب البصرة ومرورا بخراب مالطا وحتى خراب غزة..
خراب مالطا حدث في عامين وخراب غزة حدث في عامين وأصل هذا المثل يعود إلى احتلال نابليون بونابرت لجزيرة مالطا في عام 1798،حيث دمر جنوده الجزيرة ونهبوهاوشردوا سكانها، ولما عاد اهالي الجزيرة في عام 1800 بعد تحريرها على يد الإنجليز، وجدوا أن ما تبقى منها فقط الخراب والركام ومع هذا قرروا البقاء والصمود وتعمير جزيرتهم العامرة باهلها وتاريخها حتى يومنا هذا, وما يتعلق بحدث خراب البصرة" يشير إلى حادثة تاريخية كبرى حدثت في عام 883 م وهي ثورة الزنج، حيث ادت هذة الثورة بقيادة علي بن محمد إلى الجاق خراب كبير بالمدينة، حيث تم نهبها وحرق بيوتها وسبي سكانها. وقد اطلق الناس مثل شعبي يقول "بعد خراب البصرة" بعد ان استطاع الخليفة العباسي المعتمد استعادة البصرة اللتي كانت مدمرة بالكامل ولكن بعد فوات وتم اعادة اعمارها لاحقا وما زالت حتى اليوم عامرة باهلها ونحن على يقين ان اهل غزة سيعيدوا اعمارها اجلا ام عاجلا لكن ليس من خلال خطة ترمب وعربان الردة ومن لف لفهم اقليميا وعالميا...خطة ترمب استمرار لخراب ودمار غزة..
شكَّل وقف اطلاق النار " الغيرثابت" فرصة كبيرة لاهالي قطاع غزة لالتقاط الناس انفاسها بعد حرب ابادة مجرمة فرضها الاحتلال الغاشم على غزة وما زال يمارسها رغم زعمة انه ملتزم بخطة ترمب ووقف اطلاق النار حيث اقدم جيش الاحتلال على انتهاك وقف اطلاق النار مرات كثيرة استشهد فيها اكثر من 226 فلسطيني وجرح الالاف ناهيك عن رفض الاحتلال ادخال اكثر من 80% من قوافل المساعدات التي تم الاتفاق عليها ضمن ما يسمى بخطة ترمب والمفارقة ان قاضيها صاحب المبادرة هو نفسه " عاكمها" المنحاز بالكامل للاحتلال وينفذ خطط واهداف هذا الاخير وعلى راسها نزع سلاح حماس والمقاومة في غزة تاركا الاحتلال ليس جاثما على صدر قطاع غزة فقط لابل مدججا باكثر الاسلحة فتكا ودمارا ناهيك عن محاولة ادارة ترمب طمس جرائم الحرب الاسرائيلية في قطاع غزة وعدم التطرق اطلاقا لما جرى من ابادة ودمارهائل في غزة...
من اكثر الامور اهانة واستهتارا بالشعب الفلسطيني ان لا يتطرق ترمب بكلمة واحدة عن ماساة غزة واستشهاد وجرح وفقدان عشرات الالاف من اهالي قطاع غزة فيما لايفوت يوما دون تحدثة عن استعادة جثث الاسرى الاسرائيليون.. مليون كلمة وتصريح عن جثة ولا كلمة واحدة عن الابادة والدمار في غزة..صارت جثة اسير اسرائيلي واحد اهم بكثير من حياة كامل الشعب الفلسطيني ومن ثم يحدثونك عن خطة ترمب والسلام وانشاء مركز تنسيق امريكي عالمي في الفلوجة الفلسطينية المحتلة " كريات غات" بهدف فرض الانتداب والاحتلال على قطاع غزة..انهم ينفذون مأرب الاحتلال في غزة ولا علاقة لهم لا بالسلام ولا بالتنسيق ولا بفرض الامن ولا باعمار غزة..احتلال امريكي في قالب وردي قاعدتة قوة الخراب والدمار في قطاع غزة..
لا حظوا معنا بان الناس تتضور جوعا في غزة وامريكا والكيان يفكرون فقط في تفكيك الاونروا وتدميرها رغم انها الوكالة الوحيدة المنظمة اللتي تعرف الشعب الفلسطيني مثل " كف اليد" وقدمت له المساعدات منذ عقود مضت في غزة والضفة والاردن وسوريا والوطن والشتات الفلسطيني..قاموا بتدمير اكثرية مدارس الاونروا في غزة وتركوا عشرات الالاف من الطلاب بدون مدارس ناهيك عن تدمير كامل الجامعات الفلسطينية وعن تدمير المشافي والنظام الصحي وخطوط الكهرباء والماء والصرف صحي حدث بلا حرج.. يريدون تدمير كل رمز يشير لمأساة الشعب الفلسطيني ولكل من يمد العون لهذا الشعب المنكوب خاصة في قطاع غزة ومخيمات شمال الضفة والقدس..**ما يجري اليوم ومنذ عامين من الابادة على وجه التحديد هو ليس ازمة تمويل ولا نقص في المساعدات" القوافل مكدسة على الحدود المصرية" لا بل هجوم سياسي فاشي صهيو امريكي&غربي يستهدف وجود الشعب الفلسطيني وتحديدا اللاجئين الفلسطينيين في غزة والضفة وفي كل مكان!!
ما هو حاصل هو ان الجاري بارة عن كلفتت وشربكت ولفلفة خطة ترمب وحشوها بسموم قاتلة لمصير غزة وكامل فلسطين ما بعد الحرب تتم عبر استغلال صدمة الدمار الهائل في غزة لتمرير الخطط الاسرائيلية الامريكية بسرعة فائقة لتصبح واقع مفروض يقتل هوية غزة الفلسطينية ويحولها الى مشروع استثماري استعماري قريب من طرح مشروع " ريفييرا" ترمب كوشنر..هو شراكة وتحالف ما عرف ب GREAT Trust- Gaza Reconstruction, Economic Acceleration and Transformation" يقوده تحالف امريكي اسرائيلي مدعوم من دول غربية وعربية يدور جوهر واهداف مخططة حول بناء غزة جديدة بالمعنى الجغرافي والديموغراقي...تجريف ركام غزة وتحويله الى مناطق سكنية وسياحية تديرها المخابرات الاسرائيلية والامريكية والغربيةعلى اسس توزيع سكاني " ديموغرافي" على رقع جغرافية محددة ليُسهل عملية السيطرة عليها سياسيا وامنيا مع بقاء السيطرة الامنية والعسكرية الاسرائيلية على كامل قطاع غزة..
السيناريوهات والمخططات اللتي سنشهدها في غزة هي مناطق اعمار انتقائية, كلهاوجلها تقع تحت سيطرة الاحتلال الاسرائيلي وسنشهد سرقة التاريخ الغزاوي الفلسطيني وقطع حبال وصاله مع الواقع الجديد..تاريخ اقتصادي واجتماعي اجوف بلا حق لا في المقاومة ولا في دولة فلسطينية..ابادة الوعي والحلم الفلسطيني الجمعي والوطني وتحويلة الى خرذة تضاف الى ركام وحطام غزة...غزة ترمب كوشنر ليست فلسطين ولا جزء من فلسطين ولا تمت للضفة الفلسطينية باي صلة سياسية اوجغرافية.. تصفية المقاومة واقامة غزة منزوعة الهوية بلافتات شوارع تشير سهامها الى طريق الشاطئ واشنطن وليس الشاطئ عمر المختار..تصوروا الاستهتار والاهانة : يهتمون بجثة جندي صهيوني اسير واحد وبستخرجوا جثته مقابل عدم الاهتمام والاكتراث بمصير اكثر من 12 الف جثمان شهيد فلسطيني تحت انقاض دمار قطاع غزة.. يخططون لجرف الركام دون انتشال جثث الشهداء..قبور جماعية ضخمة ترزح تحت 6 مليون طن من الانقاض و200 الف منشأة سكنية مدمرة "80% من مباني السكن في غزة تم تدميرها بالكامل واحيانا كثيرة فوق رؤوس قاطنيها" ناهيك عن مخلفات الحرب من متفجرات وصواريخ غير منفجرة وهي بالاطنان وتشكل خطر داهم على حياة اهل غزة لعقود قادمة..**لم يكتفي الاحتلال الفاشي بهذا لابل ترك كم كبير من الدمى المفخخة"بين وفوق ركام البيوت " لقتل اكبر عدد ممكن من اطفال غزة!!
حرب الابادة على غزة لم تنتهي وستطال وطالت وستطول الضفة والقدس ووصل سيفهاالى رقاب اسرى الحرية في سجون الاحتلال..*اكثر من عشرة الاف اسير واسيرة بينهم عشرات الاطفال الاسرى في سجون الاحتلال , يتعرضون للقتل البطئ والتجويع والتنكيل والتعذيب وظروف معيشية لا ترضى بها البهائم ولا تليق بالانسانية والان تسعى الفاشية الصهيونية للتصديق على قانون اعدام هؤلاء الاسرى حتى يشفي الفاشيون غليلهم وساديتهم وفاشيتهم في ظل حالة عربية عامة مهلهلة وواقع فلسطيني عاجز عن توحيد صفوفه لانقاذ ما امكن انقاذة والتصدي للفاشية الصهيونية الامريكية اللتي تريد ابادة الشعب الفلسطيني على نمط ابادة الهنود الحمر في امريكا ونحن على يقين ان خطة " خديعة " ترمب هي خارطة طريق لابادة القضية الفلسطينية وليس لاعمار غزة..فرض معادلة كل واشرب تحت بسطار الاحتلال وان قاومته سنقتلك ونبيدك ونهدم بيتك ونقتلع زيتونك ونمحى وجودك من السجل المدني.. لا حفوق فلسطينية ولا دولة فلسطينية وبعد خراب غزة سيضم الكيان الضفة الى حيز سيادته ليصبح الفلسطيني بلا وطن ولا مواطنه ولا حقوق وسيدخل الى قريته او مدينته في الضفة كحامل تاشيرة دخول وليس كمواطن فلسطيني في هذة القرية او تلك المدينة..حقائق قد تصدمكم لكنها حاصلة وقادمة اذا لم يتصدى لها الفلسطينيون بحزم وعزم..
يخطئ من يظن ان مركز التنسيق الامريكي"القسري" في الفلوجة "كريات جات" والقوات الدولية " الامريكية" المزمع ارسالها الى غزة, مخصصتان لادارة شؤون احتلال غزة فقط لابل في الحقيقة انهما مخصصتان"ادوات انتداب" لفرض الاحتلال والاستيطان الاسرائيلي الامريكي على كامل فلسطين وانهاء القضية الفلسطينية واعتبار الشعب الفلسطيني غير موجود بالعودة الى المقولة الصهيونية القديمة بان " ارض بلا شعب لشعب بلا ارض" وحينها "في بداية القرن الماضي " كانت فلسطين عامرة بشعبها الفلسطيني واليوم 2025 عامرة ايضا بشعبها الفلسطيني لكن من وجهة نظر صهيونية امريكية يُعتبر الفلسطيني"حاضر غائب" غير موجود وكل ماجرى في عام 1948 هو ان اليهود الصهاينة عادوا بعد 2000عام الى "وطنهم" بطابو الالفين عام غياب وهذا الكذب يؤمن به فريق اللاهوتي الفاشي ترمب ....
** بعد خراب غزة : خطة ترامب.. اولها انحدار واستهتار واخرها هاوية ودمار لكل ماهو فلسطيني شعبا وارضا ووطنا..احذروا خطة ترمب والقادم اعظم ومدمر...ندرك ان حال واحوال الناس في قطاع غزة صعب ومأساوي جدا وندرك مدى تواطؤ الانظمة العربية في حرب الابادة على غزة والوضع يشبه مسدس مصوب من مسافة صفر الى الراس: اما الابادة والقتل او الرحيل او الاستسلام او القبول بخديعة ترمب..خيارات محدودة لكن الافاق للعبقرية الفلسطينية الوطنية ما زالت مفتوحة من الارض الى السماء والافق لا بد ان تكون حبلى بمفاجاات قدرة الشعب الفلسطيني.. شعب جمل المحامل ويا جبل ماهزك ريح..**هم لا يريدون ولا يكتفون ب قطاف راس حركة " حماس" واجتثاث وجودها وما فعلوة في غزة دليل قاطع على انهم يريدون راس القضية الفلسطينية عبر ابادة الشعب الفلسطيني..***هم : الكيان وامريكا والغرب وحكام المحميات الامريكية في العالم العربي..الحرب على غزة فضحت حال نصف مليار عربي وملياري مسلم واثبتت ان الشعوب الاوروبية والغربية افضل بالف مرة من ارقام المليارات الفارغة على عروش اهلها... تحياتنا وللقصة بقية قادمة..

