
نواكشوط.... **كتب عبد الله مولود...في مشهد اتسم بالغضب والحزن، احتشد عشرات الإعلاميين والصحافيين الموريتانيين أمام مكتب قناة الجزيرة بنواكشوط، للتنديد بجريمة اغتيال الصحافيين أنس الشريف ومحمد قريقع في فلسطين، معلنين تضامنهم الكامل مع قناة الجزيرة، ومطالبين بمحاسبة المسؤولين عن استهداف الصحافة والعاملين فيها.ورفع المشاركون صور الشهيدين، إلى جانب شعارات تندد باغتيال الصحافيين وتدين السياسات الإسرائيلية التي تستهدف حرية الإعلام، كما قدموا حصيلة بعدد الصحافيين الذين اغتالتهم إسرائيل حتى الآن، في سياق حربها المستمرة على الكلمة الحرة والصورة الكاشفة للحقائق.وأكد خطباء وقفة الاحتجاج «أنه منذ بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر 2023، قُتل ما لا يقل عن 238 صحافيًا، معظمهم فلسطينيون، نتيجة استهدافات مباشرة من قبل القوات الإسرائيلية».وكانت وقفة الإعلاميين الموريتانيين مناسبة لتجديد المطالبة بوقف الانتهاكات الإسرائيلية بحق الإعلاميين، واعتبار هذه الاعتداءات جرائم حرب تستدعي المساءلة الدولية، حيث أكد المحتجون أن الصحافة ستظل ترفع صوت المظلومين رغم المخاطر، وأن الكاميرا ستبقى موجهة نحو الحقيقة مهما اشتد الحصار أو تصاعد القصف.وفي بيان شديد اللهجة، أعربت نقابة الصحافيين الموريتانيين عن غضبها واشمئزازها من جرائم القتل الممنهج التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق الشعب الفلسطيني، وفي طليعتها الاستهداف المباشر للصحافيين الميدانيين أثناء تأدية عملهم.وأشارت النقابة في بيان لها أمس «إلى أن أحدث هذه الجرائم تمثّل في اغتيال مراسلي شبكة الجزيرة في غزة، أنس الشريف ومحمد قريقع، ومصوريهما إبراهيم ظاهر ومحمد نوفل، إلى جانب الصحافي محمد الخالدي والمصور مؤمن عليوة، ليرتفع بذلك عدد الصحافيين الذين قُتلوا منذ بدء الحرب على غزة إلى 238 صحافيًا. وأكدت النقابة أن هذه السياسة الإسرائيلية الممنهجة تهدف إلى إسكات صوت الحقيقة وطمس الجرائم المرتكبة ضد الفلسطينيين، محمّلة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن هذه الانتهاكات.ودعت في الوقت ذاته المنظمات الدولية والصحافية والحقوقية إلى اتخاذ إجراءات عملية لملاحقة الجناة أمام المحكمة الجنائية الدولية، كما حثّت منظمات المجتمع المدني الموريتاني على المشاركة في وقفات احتجاجية أمام مقار الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والسفارات الداعمة للاحتلال، دعمًا للصحافيين الفلسطينيين والدفاع عن حرية الصحافة.وفي سياق متصل، وزّعت المبادرة الطلابية الموريتانية لمناهضة الاختراق الصهيوني وللدفاع عن القضايا العادلة بيانًا أكدت فيه «أن جيش الاحتلال الإسرائيلي عمد إلى استهداف طاقم الجزيرة الذي كان من ضمنه صوت الحق أنس الشريف، في محاولة منه لإسكات صوت الشعب الفلسطيني وتغييب صورة الحقيقة التي تفضح جرائمه الوحشية واللا إنسانية في غزة؛ واستمرارًا لنهج العدو الإسرائيلي في الاعتداء على وسائل الإعلام والإعلاميين، وضمن محاولاته اليائسة لمنع إيصال صوت الحقيقة».وأكد البيان «أن استهداف الصحافيين اعتداء سافر على القيم الإنسانية وانتهاك صارخ للقوانين الدولية التي تكفل حمايتهم أثناء أداء عملهم»؛ مبرزاً «أن هذا الاستهداف يشكل خرقًا فاضحًا ومتكررًا للمعايير والمواثيق الدولية التي ترعى حرية الرأي والتعبير».وأكدت المبادرة الطلابية في بيانها «أن انتهاكات الاحتلال لن تكتم صوت الحقيقة ولن تحجب الصورة، وسيواصل الإعلاميون مسيرتهم في نصرة القضايا العادلة ونقل رواية الشعب الفلسطيني الحقيقية».ودعت المبادرة «المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإعلامية إلى الوقوف صفًا واحدًا ضد الاعتداءات المتكررة على الصحافيين ووسائل الإعلام، واعتبارها جريمة ضد حرية الإنسان»، مؤكدة «أن دماء الشهداء الصحافيين ستظل وقودًا لمسيرة الكلمة الحرة، وأن صوت فلسطين سيبقى حاضرًا في وجدان كل أحرار العالم».وكانت حادثة اغتيال الصحافيين محل اهتمام واسع للسلة والمدونين في صفحات التواصل الاجتماعي.وكتبت وكالة «الأخبار» الموريتانية المستقلة أنه «في محاولة لمنع الحقيقة، ولتغييب الشهود، اغتالت يد الغدر الآثمة في غزة ليل الإثنين زمرة من الصحافيين الفلسطينيين في مقدمتهم أنس الشريف ومحمد اقريقع، في تكرار لأسلوب اعتاده الكيان المارق؛ لكن إجرامه لن يسكت الصوت ولن يقطع الصورة ولن يوقف التغطية».وعلق المدون الموريتاني البارز يوسف محفوظ على الحادثة قائلاً: «أنَا يوسف محفوظ من موريتانيا: أعاهِد اللّه سبحانهُ وتعالى، وَفاء لدماء الشّهيد أنس الشّريف وإخوانِه الصّحافيينَ، شُهداء الحقيقة، أن أجعلَ من نفسي وصفحتي منبراً لنقلِ معاناة أهلنا في غزة، وفضحِ جرائم الاحتلال الصهيوني المُجرم».أما المدونة الموريتانية مُرادي المُصطفى، فكتبت: «علو في الحياة وفي المماتِ، بحق.. أنت إحدى المعجزاتِ. استرح يا أنس، فقد تعبت بما فيه الكفاية.. «وبشر المؤمنين بأن لهم من اللّٰه فضلا كبيرا»؛ لا حول ولا قوة إلا بالله».ونعى المدون الموريتاني أحمد سيدي الصحافيين الشهداء، قائلاً: «لم يشكُ أنس لكم الجوع، بل نقله إليكم !!ولم يصـرخ أمامكم من الإبــادة، بل أطلعكم عليها..ولم يترك الكاميرا رغم التهـديد، ظلّ يناشدكم عامين حتى بُحّ صوتُه وأنتم لا تسمعون. أقام الحجة عليكم، ووثقّ لكم معاناتنا، ولم يترك وسيلةً للحديث إلا تكلم بها معكم، تكلم بالعربية فلم تسمعوه، وكتب لكم بالإنجليزية فلم تقرأوه، حتى رحل جسده واختفى صوته؛ إلى روحٍ وريحان وربٍ راضٍ غير غضبان».
*المصدر : القدس العربي
