أحدث الأخبار
السبت 26 تموز/يوليو 2025
1 2 3 41377
"اللوري الأحمر".. مركبة سكنت الذاكرة الخليجية!!
23.07.2025

الطائف (السعودية)- شكّلت مركبة “اللوري الأحمر” أحد الرموز التراثية التي استقرّت في الذاكرة الشعبية الخليجية والسعودية، لما أدّته من دور في تسهيل التنقّل وربط القرى بالمدن، خلال الفترة الممتدة من أربعينات القرن الماضي إلى سبعيناته، في وقت كانت فيه خيارات النقل محدودة وظروف السفر شاقّة.وأوضح المؤرخ عبدالله الزهراني لوكالة الأنباء السعودية (واس) أن الأهالي والحجاج اعتمدوا على “اللوري” في تنقلاتهم الطويلة التي كانت تستغرق أيامًا، وأسهمت في توفير قدر من الراحة للعائلات والأطفال، مشيرًا إلى أنها مثّلت نقلة نوعية في واقع المواصلات آنذاك.ولفت إلى أن “اللوري” لم يُستخدم لنقل الركّاب فحسب، بل أدى دورًا اقتصاديًا مهمًا في نقل السلع التموينية إلى الأسواق الشعبية والتجمعات التجارية، إذ اعتمده التجار في شحن التمور والتوابل والمواشي والأقمشة، ما جعله وسيلة رئيسية في تنشيط التجارة الريفية وتعزيز الترابط بين المناطق.واستعاد المواطن سالم العبدلي، في حديثه لـ”واس”، ذكرياته مع والده الذي كان يقود “لوريًا” في قرى مركز حداد جنوب محافظة الطائف، وتحديدًا في محافظة ميسان “شفا الحجلاء”، موضحًا أن المركبة تميّزت بلونها الأحمر وبتفاصيلها الحرفية، مثل فتحة السقف والأرضيات المصنوعة من خشب العرعر، والشراع اليدوي المثبّت لحماية الركاب من تقلبات الطقس.وأضاف أن “اللوري الأحمر” حظي بمكانة اجتماعية خاصة، إذ شكّل البديل الرئيسي عن الإبل في تنقلات الأهالي، وارتبط في الوجدان الشعبي بالحكايات والمواقف والأهازيج التي كانت تُردَّد خلال الرحلات، لافتًا إلى أن بعض سائقيه قدّموا خدماتهم لأهالي القرى مجانًا، في تجسيد لروح التعاون والتكافل المجتمعي السائدة في تلك الحقبة.


1