
دعت وزارة العدل السورية، في بيان صدر عنها اليوم الثلاثاء، المواطنين إلى الالتزام بأحكام القانون وتجنب الانجرار نحو خطاب الفتنة والتجييش، وذلك على خلفية انتشار تسجيلات وصفتها وزارة الداخلية السورية بأنها "مسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم"، وتسببت بسقوط قتلى وجرحى في مدينة جرمانا بريف دمشق.وقالت الوزارة في بيانها إنها تتابع الأحداث الأخيرة، وتؤكد أهمية اللجوء إلى القضاء سبيلاً مشروعاً لمحاسبة المجرمين ومثيري الفتن من خلال الإجراءات القانونية، مؤكدةً حرصها على حماية المقدسات والرموز الدينية، وعدم التهاون في ملاحقة الاعتداءات، خاصة تلك الموجهة إلى جناب الرسول الأعظم محمد عليه الصلاة والسلام. ودعت الوزارة في بيانها "المواطنين إلى الالتزام بأحكام القانون وتجنب الانجرار نحو خطاب الفتنة والتجييش"، مؤكدة أن "هذه الأفعال تعد جرائم يعاقب عليها القانون"، إلى جانب متابعتها الإجراءات اللازمة بالتعاون مع النيابة العامة والجهات المختصة في وزارة الداخلية.وتشهد مدينة جرمانا توتراً أمنياً كبيراً عقب اندلاع نزاع مسلح بين سكان المدينة وسكان بلدة المليحة المجاورة، على خلفية انتشار تسجيل صوتي منسوب لفؤاد مراد، أحد المرتبطين بالقيادي السابق في قوات النظام المخلوع عصام زهر الدين، تضمّن إساءات دينية تمس الذات الإلهية، والنبي محمد. وارتفعت حصيلة الضحايا في الاشتباكات المسلحة، التي اندلعت فجر اليوم الثلاثاء، إلى 12 قتيلاً (ستة من كل طرف)، وأكثر من 15 جريحاً، وفق مصادر محلية.بدورها، أوضحت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن وجهاء مدينة جرمانا يعملون مع الجهات الأمنية السورية على احتواء التصعيد في المدينة، إلى جانب مساعي التهدئة، والتي بدأت تلمس نتائجها بعد توقف الاشتباكات وانتشار قوى الأمن العام في محيط المدينة.وقال أحد عناصر الأمن العام في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن التسجيل المتداول أثار غضباً شديداً لدى أهالي بلدة المليحة، الذين هاجموا جرمانا بشكل مخالف للقانون، ما دفع سكان الأخيرة للرد بإطلاق نار كثيف دفاعا عن النفس، وأدى ذلك إلى حالة من عدم الاستقرار، أسفرت عن سقوط قتلى من عناصر الأمن العام، وآخرين من مسلحي المنطقة، وعدد من الإصابات، بعضها في حال حرجة.وأكدت مصادر أمنية لـ"العربي الجديد"، أن وفداً سياسياً من الحكومة السورية دخل إلى منطقة جرمانا لاستلام جثامين قتلى الأمن العام، وطرح بنود للاتفاق، في محاولة لاحتواء التصعيد. وأفادت وزارة الداخلية باستمرار عمليات الانتشار الأمني من قبل وزارتي الدفاع والداخلية، مؤكدة ضرورة عدم الانجرار خلف الفتنة، ومعلنة أن البحث جارٍ عن صاحب التسجيلات المسيئة.وفي السياق، أفاد ناشط ميداني مقيم في جرمانا، بأن المدينة تشهد هدوءا نسبياً، في ظل إغلاق كامل للأسواق، وحركة مدنية محدودة، مع انتشار واسع لمسلحين خارجين عن القانون، بينهم عدد كبير من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و16 عاماً، يحملون أسلحة خفيفة ويتنقلون على دراجات نارية. كما فرضت قوات الجيش السوري طوقاً أمنياً على المدينة، ومنعت مؤقتاً دخول وخروج المركبات، مع السماح للمشاة والدراجات بالتنقل. وأوضحت الوزارة أن الطائرات المحلّقة في أجواء جرمانا تابعة لسلاح الجو، ضمن كتائب "شاهين"، وتأتي ضمن إجراءات احترازية لضمان الاستقرار.
*المصدر : العربي الجديد
