
وسط اشتداد حالات الجوع في قطاع غزة، وتسجيل حالات وفاة لأطفال بسبب سوء التغذية، استمرت قوات الاحتلال في استهداف طالبي المساعدات الغذائية، عند نقاط التوزيع الخاضعة للآلية الإسرائيلية الأمريكية، ما أدى إلى سقوط ضحايا جدد، فيما ارتقى عدد آخر من الضحايا في هجمات طالت مناطق مراكز النزوح، أسفرت إحداها عن قتل أطفال رضع حرقا.
وأعلنت وزارة الصحة عن وصول 72 شهيدًا، و174 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية إلى مشافي غزة، وقالت إن حصيلة العدوان ارتفعت إلى 56,331 شهيدًا و132,632 مصابًا منذ السابع من أكتوبر 2023، فيما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.وفي مجزرة جديدة استشهد ستة مواطنين من منتظري المساعدات الإنسانية، بنيران جيش الاحتلال، قرب أحد مراكز توزيع المساعدات الواقعة شمال مدينة رفح جنوب قطاع غزة، حيث جرى نقلهم بعد عناء إلى مشافي مدينة خان يونس المجاورة.قال شهود عيان إن الاستهداف الجديد للمجوعين وسط القطاع، تم قبل وصولهم إلى نقطة التوزيع، وحصولهم على القليل من المساعدات أما في وسط قطاع غزة، فأعلن مستشفى العودة عن استقبال شهيد وأكثر من 40 إصابة، جراء استهداف الاحتلال تجمعات للمواطنين منتظري المساعدات على شارع صلاح الدين جنوب منطقة وادي غزة، قرب مركز التوزيع الموجود في منطقة “محور نتساريم”، وقال شهود عيان لـ”القدس العربي”، إن الاستهداف الجديد للمجوعين وسط القطاع، تم قبل وصولهم إلى نقطة التوزيع، وحصولهم على القليل من المساعدات، كما استشهد أيضا ثلاثة مواطنين في قصف إسرائيلي استهدف مجموعة من منتظري المساعدات قرب دوار النابلسي جنوب غربي مدينة غزة.ومع تزايد هذه الهجمات واستمرار الحصار، أكدت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “الأونروا” أن الحصول على الطعام حق أساسي من حقوق الإنسان، وأن الحصار الذي تفرضه إسرائيل على غزة يمنع من هم في أمسّ الحاجة من الوصول إلى الإمدادات الغذائية الأساسية، وشددت على وجوب رفع الحصار والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، بما في ذلك عبر طواقمها، على نطاق واسع.
مجازر العائلات
وفي السياق، فقد أبقت قوات الاحتلال هجماتها العنيفة على مناطق وسط قطاع غزة، حيث استشهد ستة مواطنين وأصيب آخرون جراء قصف إسرائيلي استهدفهم في مخيم البريج، كما قصفت المدفعية الحدود الشمالية لمخيمي البريج والنصيرات.أما في مدينة خان يونس جنوبي القطاع، فقد واصلت قوات الاحتلال هجماتها العنيفة على المدينة حيث يتعمد الاحتلال تدمير المباني الواقعة في مناطق التوغل البري، وأعلنت مصادر طبية عن استشهاد ثلاثة مواطنين هم رجل وطفل وسيدة من عائلة أبو طير، جراء قصف إسرائيلي استهدف خيمة للنازحين في شارع 5 بمنطقة المواصي شمال غربي المدينة، كما ارتقى شهيدان إثر قصف إسرائيلي لخيمة أخرى تؤوي نازحين في منطقة المواصي، واستشهد شاب من عائلة القصاص في قصف إسرائيلي استهدف حي الشيخ ناصر شرقي المدينة، فيما استشهد شاب، جراء قصف استهدفه قرب منطقة المطاحن شمالي المدينة.وترافق ذلك مع استمرار القصف الجوي والمدفعي للمناطق الواقعة شرقي المدينة، وتحديدا بلدات القرارة وعبسان، فيما كثف جيش الاحتلال عمليات القصف للمناطق الواقع وسط المدينة، وذكرت مصادر محلية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي نفذ عمليات نسف لمبان سكنية جديدة شمالي المدينة.
حرق أطفال النازحين
في الموازاة، استمرت المجازر الدامية التي ارتكبتها قوات الاحتلال في مدينة غزة، حيث استشهد تسعة مواطنين في مجزرة خلفت أيضا عددا من المصابين، حين قام جيش الاحتلال بقصف مجموعة من المواطنين قرب مدرسة شعبان الريس في حي التفاح شمال شرقي المدينة، وكان من بين الشهداء الصحي أحمد سعد، إضافة إلى عدد من أقاربه، وآخرون من عوائل هنية وسالم وأبو بكر والنباهين، حيث جرى نقلهم والمصابين إلى أحد مشافي المدينة.وفي مجزرة أخرى استشهد ثمانية مواطنين بينهم خمسة أطفال، وأصيب آخرون كثر بجراح مختلفة، بقصف طائرات الاحتلال مدرسة أسامة بن زيد التي تؤوي نازحين في منطقة الصفطاوي شمالي مدينة غزة، وأسفرت الغارة التي أدت إلى نشوب حريق في المكان عن احتراق وتفحم أجساد الضحايا وبينهم الأطفال، وقد وثق مواطنون بهواتفهم النقالة لقطات تظهر احتراق الضحايا، ونقلهم من المكان المستهدف بعد التمكن بصعوبة من إخماد الحريق.وظهر في أحد اللقطات رجل وهو يحمل طفلا رضيعا قضى بعد أن أحرقته نيران القصف، وقد أنزله من الطابق العلوي في مدرسة الإيواء، وهو في حالة انهيار.كما استشهد الصياد حسن مقداد برصاص بحرية الاحتلال، خلال عمله قبالة بحر المدينة، حيث يضطر الصيادون للمجازفة والخروج بقوارب صغيرة، على أمل صيد السمك وبيعه أو تقديمه وجبات لأسرهم التي تعاني من الجوع والفقر، حيث سجل استشهاد الكثير من الصيادين في هجمات سابقة.إلى ذلك فقد واصلت قوات الاحتلال هجماتها على مناطق التوغل البري شرق مدينة غزة، حيث أطلقت طائرة مُسيرة من نوع “كواد كوبتر” النار على أطراف حي الشجاعية، فيما قصفت مدفعية الاحتلال المتمركزة شرقي مدينة مناطق قريبة تقع في حيي الشجاعية والتفاح، فيما سجلت عمليات قصف مماثلة طالت حي الزيتون المجاور.وفي مناطق شمال قطاع غزة، أبقت قوات الاحتلال على هجماتها العنيفة على تلك المناطق، واستشهد وأصيب عدد من المواطنين جراء استهداف الاحتلال مربعًا سكنيًا في منطقة جباليا البلد، كما سجل استشهاد 10 شهداء في قصف منزل قرب مفترق دردونة في جباليا البلد، كان من بينهم سيدة وطفلتها من عائلة النجار، وعدد من الأقارب.كما قصفت قوات الاحتلال مخيم جباليا بالطيران الحربي، وأبلغ مواطنون يقطنون على الأطراف، عن قصف مدفعي عنيف استهدف بلدات جباليا ومنطقة النزلة وكذلك مناطق أخرى في بلدتي بيت لاهيا وبيت حانون، في ظل استمرار الانفجارات الناجمة عن نسف منازل في مناطق التوغل البري.وفي السياق، قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”، إن المدنيين في قطاع غزة لا يزالون يُقتلون ويصابون يوميا، سواء في الغارات الجوية الإسرائيلية أو القصف أو أثناء محاولتهم العثور على طعام لعائلاتهم، مشددا على ضرورة عدم القبول بهذه الأحداث التي وصفها بـ “المأساوية” باعتبارها أمرا طبيعيا.
