
شنّ طيران الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات عنيفة على منازل في مدينتي دير البلح وخانيونس، وسط وجنوبي قطاع غزة المحاصر، مع تواصل حرب الإبادة الجماعية التي تشنها إسرائيل منذ قرابة عامين. ووسط القصف المتواصل، تستمر سلطات الاحتلال بفرض التجويع وسيلةَ حرب على السكان عبر منع وصول المساعدات وتعريض الأعداد القليلة من الشاحنات التي تسمح بإدخالها للسرقة والنهب من خلال عملية ممنهجة استهدفت خلالها القوى الأمنية التي كانت تؤمن دخول المعونات طيلة أيام الحرب.وتواجه حملة التجويع الإسرائيلية انتقادات غربية متزايدة، حيث ندّد الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وفرنسا وكندا وأستراليا واليابان ودول أخرى، أمس الثلاثاء، بـ"المجاعة" التي يعانيها سكان قطاع غزة، وطالبت الدول بتحرّك "عاجل" لوضع حدّ لها. وقال بيان مشترك وقّعه 27 شريكاً إنّ "المعاناة الانسانية في غزة بلغت مستوى لا يمكن تصوّره. هناك مجاعة على مرأى منا".وعلى صعيد المفاوضات المتعثرة، نقلت القناة 12 الإسرائيلية عن مصادر، أمس الثلاثاء، أنّ إسرائيل تدرس إرسال وفد رفيع المستوى إلى الدوحة في وقت لاحق من هذا الأسبوع، حيث ستركّز المفاوضات على صفقة شاملة تشمل جميع الملفات، وليس اتفاقاً جزئياً. لكن مثل هذه الخطوة كثيراً ما اتخذها الاحتلال خلال جولات سابقة لتجنب الضغوط الدولية، وسرعان ما عمد إلى الانسحاب عند اقتراب التوصل لاتفاق.بدورها، أعلنت حركة حماس أنّ وفداً من قيادتها وصل إلى القاهرة بدعوة مصرية، لإجراء محادثات مع المسؤولين المصريين حول آخر تطورات حرب الإبادة التي تشنها دولة الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة المحاصر. وأفاد القيادي في "حماس" طاهر النونو بأنّ وفداً من قيادة الحركة برئاسة خليل الحية توجه إلى القاهرة "لإجراء محادثات مع المسؤولين المصريين حول آخر التطورات المتعلقة بحرب الإبادة في غزة ومجمل الأوضاع في الضفة والقدس والأقصى".ونقلت الحركة في قناتها الرسمية على تطبيق تيلغرام، ليل الثلاثاء - الأربعاء، عن النونو الموجود في القاهرة قوله إنّ الوفد بدأ محادثات تمهيدية للقاءات التي ستبدأ اليوم الأربعاء و"ستركّز على سبل وقف الحرب على القطاع وإدخال المساعدات وإنهاء معاناة شعبنا في غزة، والعلاقات الفلسطينية الداخلية للوصول إلى توافقات وطنية حول مجمل القضايا السياسية، والعلاقات الثنائية مع الأشقاء في مصر وسبل تطويرها".
